إعداد مبارك أجروض
إن الوظيفة الفيتامين D الأساس هي الحفاظ على توازن المعادن في الجسم، وبالأساس مستوى الكالسيوم والفوسفور. حيث أنه يعزز عملية امتصاص المعادن في الأمعاء، ويمنع الخسارة المفرطة لهذه المعادن في الكلى، كما ويتحكم بدخول وخروج المعادن في العظام. بالإضافة إلى ذلك فله دور هام في تنظيم عمليات نمو الخلايا، بما في ذلك قَمْع نمو الخلايا السرطانية وزيادة نشاط الجهاز المناعي.
صحيح أن الفيتامين D لا يشكل في المبدأ عائقاً في الدول المشمسة، كالدول العربية. إنما اتقاء الشمس الحارقة طوال أشهر، كما هي الحال في بعض الدول، قد يعرّض الجسم لنقص حاد في هذا الفيتامين الذي يعرف بفيتامين الشمس. وفي حال إهمال هذه المسألة، فإن الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية ستطفو.
في البداية، لا بدّ من توضيح أن فيتامين D هو هرمون، يدخل في عمل الكثير من أعضاء الجسم، ونقصه أو أي تراجع في مستوياته، يعرّض عمل هذه الأعضاء للكثير من المشكلات.
* نقص الفيتامين D
ـ الإحباط
من أبرز المشكلات التي يذكرها مَن يعانون نقصاً في الفيتامين D الإصابة باليأس والإحباط. وهذا ما بيّنته دراسات كثيرة، إحداها أجراها باحثون في “مايو كلينيك”، على أكثر من 12 ألف مريض. وقد تبيّن بحسب هذه الدراسة ربط نقص فيتامين الشمس بعدد من أعراض الإصابة بالإحباط النفسي، لاسيما لدى من لديهم تاريخ في هذا المرض. السرّ في ذلك يرجع إلى أن الفيتامين D يؤدي دوراً مهماً في وظيفة ناقلَيْن عصبيَّيْن مهمّين، هما الدوبامين والنورادرينالين.
ـ ألزهايمر
هناك علاقة بين تراجع مستوى الفيتامين D لدى المتقدمين في السن ومرض النسيان. وقد تضاعف خطر الإصابة بهذا المرض لدى هؤلاء.
ـ سرطان البروستات
ثبت وجود علاقة بين تراجع مستوى الفيتامين D في الدم، والإصابة بنوع شرس من سرطان البروستات.
ـ خلل في الانتصاب
إن الرجال المصابين بضعف الانتصاب الشديد (ED) لديهم مستويات فيتامين D أقل بكثير من الرجال المصابين بضعف جنسي بسيط.
ـ الفصام
نقص الفيتامين D له علاقة بالأمراض النفسية، ومنها الفصام. فمن المحتمل أن يشخّص مرضى الفصام الذين يعانون نقصاً في فيتامين D بالفصام مرّتين، مقارنة بمن يملكون مستويات كافية منه.
ـ أمراض القلب
بحسب دراسة، عُرِضت نتائجها في “الدورة العلمية السنوية الثالثة والستين للكلية الأميركية لأمراض القلب” فإن نقص الفيتامين D ربط بالحالات المستعصية من أمراض القلب.
* أعراض نقص الفيتامين D
بعد الاطلاع ظه على أهم الأمراض التي قد يسببها نقص الفيتامين D هذه أبرز الأعراض التي يجدر الانتباه إليها، والمسارعة لفحص دم يكشف عن مستويات هذا الفيتامين في الجسم، والحصول على المكمّلات المناسبة:
ـ عظام مكسورة وكسور في الإجهاد:
من الأدوار المهمة للفيتامين D مساعدة الأمعاء في امتصاص الكالسيوم من مجرى الدم. من دون توافر كمية كافية من هذا الفيتامين، سوف يضطر الجسم لتحطيم العظام للحصول على الكالسيوم الذي يحتاج إليه. وتشير الأبحاث إلى أن تناول كمية كافية من فيتامين D يمكن أن يمنع هشاشة العظام، المرض الذي يقلل كثافة العظام ويزيد خطر كسر العظام. نظراً إلى أننا نميل للتوقف عن بناء كتلة العظام في سن الثلاثين، فإن مكملات فيتامين D مهمة للحفاظ على عظامنا في حالة جيدة.
ـ الألم المزمن وضعف في العضلات:
قد يؤدي نقص الفيتامين D أيضاً إلى ألم في المفاصل والعضلات. كما ربطت الأبحاث بين نقص هذا الفيتامين، وكل أنواع آلام العضلات والعظام، منها ألم الساق، وألم واسع النطاق، وألم الاضلع، وألم الظهر.. إلخ. الخبر السار هو أن ضعف العضلات يمكن علاجه بتناول مكملات فيتامين D.
ـ تساقط الشعر
إذا لاحظتم أن شعركم يتساقط بشكل ملحوظ، فقد يكون هذا الأمر علامة على نقص الفيتامين D.
ـ الخمول والنعاس
دراسة أجريت على 81 مريضاً عام 2012، نشرت نتائجها في مجلة “طب النوم السريري”، وجد باحثون علاقة لافتة بين النعاس والخمول، خلال النهار، وانخفاض مستويات فيتامين D وقد اشتكى المرضى من مشكلات في النوم وآلام غير محددة.
ـ ارتفاع ضغط الدم
أفادت دراسة أجريت على أكثر من 150 ألف شخص، أن نقص الفيتامين D له علاقة وثيقة بمرض ارتفاع ضغط الدم وما يؤثره من تبعات سلبية على صحة القلب. ولفتت الدراسة إلى إمكان تجنب بعض حالات أمراض القلب والأوعية الدموية، عبر مكملات فيتامين D.
ـ التعرّق المفرط
أحد أبرز أعراض تراجع مستوى الفيتامين D هو التعرق المفرط.
ـ نقص المناعة
يؤدي الفيتامين D دوراً مهماً في عمل جهاز المناعة. فقبل التوصل إلى ابتكار المضادات الحيوية، كان يستخدم الفيتامين D لمعالجة بعض الالتهابات، منها مرض السل. وبينت الدراسات أن تراجع مستويات الفيتامين D يزيد احتمالات العدوى التي تهدد الجهاز التنفسي.
* النساء وفيتامين D
إن اختفاء الأستروجين لدى النساء بعد سن اليأس، له تأثير سلبي على إنتاج المعادن وذلك نتيجةً للانخفاض في إنتاج ثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D والانخفاض في كمية المُسْتقبِلات لثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D يؤدي الانخفاض في مستوى ثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D ونشاطه، إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية وتعزيز عمليات تفتيت العظام، مما يؤدي إلى هشاشة العظام .
بالإضافة إلى ذلك، يُعْرَفُ مرضان وراثيان هما نتيجة لمقاومة الجسم لفيتامين D:
ـ في النوع الأول هنالك إنتاج منخفض جدًّا لثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D
ـ والنوع الثاني يتميز بعدم وجود المُسْتقبِلات لثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D في الخلايا المستهدفة. في كلتا الحالتين فإن الأعراض هي بسبب نقص في فيتامين D.
* علاج نقص فيتامين D
علاج نقص فيتامين D يتم عن طريق:
ـ التعرض لأشعة الشمس
ـ تناول أغذية غنية أو مدعمة بفيتامين D
ـ تناول حبوب تحتوي على الفيتامين
ـ حقن الفيتامين داخل الوريد.
بالنسبة للمرضى المصابين باضطرابات أيْضِيَّة، فإنهم يعالجون عن طريق ثنائي هيدروكسي الفيتامين 1,25 D أو نظائر اصطناعية له.
التعليقات مغلقة.