بعد جولة طويلة استمرت 18 شهراً، استقبل ميناء مدينة لوريان في غرب فرنسا السفينة الشراعية “تارا”، التي تحمل معها بيانات هامة قد تفتح أمام العلماء آفاق “عقود من الاكتشافات العلمية”.
انطلقت “تارا” في رحلتها من ميناء بريتاني الفرنسي في الثاني من أبريل 2023، حيث اجتازت مسافة تجاوزت 24 ألف كيلومتر عبر المحيط الأطلسي، القناة الإنجليزية، بحر الشمال، بحر البلطيق، والبحر الأبيض المتوسط.
خلال مؤتمر صحافي في جزيرة غروا، أوضح رومان تروبليه، المدير العام لمؤسسة “تارا أوسيان”، أن هذه المهمة تعتبر الأكثر تعقيدًا التي تم تنفيذها حتى الآن، خصوصًا من حيث اللوجستيات. وتأتي هذه الرحلة في إطار مشروع أوسع يحمل اسم “تريك” (عبور السواحل الأوروبية)، حيث شارك فيها 200 باحث من ثلاثين دولة، برعاية المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية (EMBL) في هايدلبرغ، ألمانيا.
وصرحت إديث هيرد، المديرة العامة لمختبر EMBL، بأن هذه البيانات ستفتح المجال أمام “عقود من الاكتشافات العلمية”. وأضافت فلورا فنسان، منسقة المهمة: “لقد أدركنا جميعًا مدى روعة ما حدث، إنه أمر ثوري تمامًا”.
وعلى الرغم من الدهشة والإلهام اللذين عاشهم العلماء المشاركون، فإنه ستحتاج البيانات، التي تشمل 70 ألف عينة تم جمعها، إلى عدة سنوات من التحليل قبل أن تصبح متاحة للمجتمع العلمي. على مدار الأشهر الثمانية عشر الماضية، جمع الباحثون عينات منهجية من التربة، الرواسب، الهباء الجوي البحري والأرضي، بالإضافة إلى المياه الساحلية.
التعليقات مغلقة.