رمضان كريم

بقلم بشرى عبدالدائم

لعل الماضي القريب لايمنحنا فرصة الحلم بغد ليس فيه استحضار لكورونا ، فعلى جميع الأصعدة ، بتنا نتألم كلما عادت بنا الذاكرة إلى شهور خلت حيث كنا نخرج دون قيد و لا إجراءات احترازية و لا حالة طوارئ ، و لا كمامات ..

كانت الزيارات للأهل دون رخص استئذان و صلة الرحم أمرا عاديا، كم كان جميلا أن نصوم رمضان و نحن نقدم ما طاب من أكلاتنا على موائد الرحمان في الشارع للمارة و عابري السبيل، وكم اشتقنا للتجمعات العائلية  من كل الأعمار، لا خوف على كبير السن من حضن يستشعر فيه الأحفاد دفء مشاعر الأجداد ..و لا حبيب إلى عناق من يحب ….كم اشتقنا لصلات التراويح و الخروج بعد انقضاءها للتجول في الشارع حيث نلتقي مع الجيران و نتصافح و نتبادل الحديث  عن الطقوس الرمضانية، وعن أكلاتنا المفضلة، وكم أصبح الحنين لتبادل الزيارات أمرا مضنيا .

وكم كانت  شهية –هي- رائحة الأكل المنبعثة من المطاعم وقت  الإفطار..  ،وكيف ينتهي بنا الحال في صلاة جماعة حيث نتأمل في  وقت السحور طلوع الفجر و نحن نرفع أيدي الضراعة للمولى عز وجل  كي يحفظ بلادنا و أهلها من كل سوء .

كم هو جميل أن نستقبل رمضان الكريم  و كلنا أمل أن ينتعش  اقتصاد أحيائنا بأصحاب المقاهي و المطاعم و أصحاب المهن الرمضانية ، من نساء و رجال  يصنعون أجمل الحلويات و المعجنات ،وكم هو مؤلم ان نعيش كابوس كورونا المتحولة و المتمحورة من جديد ،و نحن نستعد لرمضان برخص استثنائية للذهاب للعمل و الخروج إلى الشارع ..وها نحن نستقبل رمضان الكريم مرة أخرى و بلادنا تستعد لمحاربة كوفيد 19 بما يضمن سلامة مواطنيها و القيام بما يلزم من إجراءات تقينا من انتشار الفيروس ،وهو أمر فيه أمننا الصحي و سلامتنا ،و يستدعي منا  الحيطة و أخذ الحذر و البعد عن التهور و الاستهتار لأن الله سبحانه و تعالى قال في كتابه الحكيم  و هو أعز من قائل : و لا ترموا بأنفسكم إلى التهلكة ” صدق الله العظيم .وكل رمضان و انتم بالف خير.

التعليقات مغلقة.