كيري يحذر من عواقب “أسوأ أزمة مناخية” تشهدها البشرية ويعتبر “الأمر كارثيا”

محمد حميمداني

ارتباطا بالتغيرات المناخية، حذر المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، اليوم السبت، من “عواقب أسوأ أزمة مناخية تشهدها البشرية”، داعيا الدول إلى الالتزام بالتعهدات التي قطعتها على نفسها لتفادي العواقب الوخيمة التي تهدد العالم بأسره.

 

جاء ذلك خلال جلسة أعمال النسخة العشرين من منتدى الدوحة التي عقدت تحت عنوان “التحول إلى عصر جديد”، حيث قال كيري: “لا نتحدث هنا عن تفادي أزمة مناخ، ولكن نقول إن العالم أمامه 8 سنوات لاتخاذ قرارات لتفادي أسوأ عواقب أزمة مناخية تشهدها البشرية”.

 

وأوضح أن “هذه العواقب لا يمكن تفاديها إلا إذا تم الالتزام بتخفيض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول عام 2030”.

وحمل كيري المسؤولية لأعضاء في الدول العشرين قائلا “هناك 20 دولة، هي أعضاء مجموعة العشرين، تتسبب بما يصل إلى 80% من إجمالي الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، و12 منها فقط على المسار الصحيح في خفض الانبعاثات، لكن البقية ليست كذلك”.

وانتقد المسؤول الأميركي عدم وفاء مجموعة من الدول بالتزاماتها في حفض الانبعاث الحراري، حيث قال إن هناك “الكثير من الدول تعهدت بخفض الانبعاثات خلال قمم المناخ المتتالية، لكن المشكلة هي عدم الوفاء بالالتزامات”، معتبراً ذلك “أمراً كارثياً بالفعل”.

 

ودعا كيري المؤسسات العامة والخاصة إلى “الاستثمار في التحول نحو الاقتصادات والمشاريع الصديقة للبيئة”، محذراً من أن “تكلفة الأضرار الناجمة عن التغير المناخي هي أكبر بكثير من الأموال التي ستنفقها الدول لصناعة هذا التحول”.

وللإشارة فهاته القضايا المتعلقة بالتغيّر المناخي ومستقبل الغاز وأسعار الطاقة والصراعات الدولية تعد من أولوية أولويات المنظومة الدولية لضمان الاستقرار ليس الفردي والمؤسساتي فحسب بل الكوني أيضا، والتي يجب أن تولى العناية القصوى بعيدا عن الحسابات البراغماتية السائدة الآن والتي تغلب الربح الاقتصادي والتوازنات المالية على التوازن الكوني المذمر بسبب جشع الرأسمال والهرولة نحو تحقيق المزيد من الأٍباح بأبخس الأثمان وأوسخ الطرق.

كما  تجدر الإشارة إلى أن منتدى الدوحة، الذي تم إنشاؤه عام 2000، كمنصة حوار عالمية تجمع قادة الرأي وصناع القرارات والسياسات الكبرى العالمية في مختلف بقاع العالم، أطلقت فكرته التأسيسية للتداول واتخاذ القرارات وإيجاد حلول كبرى مبتكرة وقابلة للتطبيق، ويضم في تركيبته صانعي السياسات، ورؤساء الحكومات والدول، وممثلي القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية.

التعليقات مغلقة.