الرياضة في رمضان ولع حقيقي أصبحت تستهوي ساكنة مدينة تازة

محمد حارص

تشهد الفضاءات الرياضية في مدينة تازة إقبالا ملحوظا، خلال شهر رمضان، لأعداد كبيرة من الممارسين الصائمين الذين يلجؤون إلى هذه الأماكن قبل الإفطار لممارسة رياضاتهم المفضلة لما لها من فوائد صحية.

 

فالنشاط الرياضي بمدينة تازة، يحظى بمكانة خاصة لدى مختلف الفئات العمرية، من كلا الجنسين، إلى جانب العادات والتقاليد العريقة التي تفرض ذاتها في الحياة المعاصرة للصائمين المغاربة، كمكانة مميزة خلال يوم الصوم.

فقبيل ساعات من آذان المغرب، تشهد غابة “بوكربة”، إقبالا كبير للمواطنين من ساكنة تازة، حيث يثير انتباهك وأنت تستجم بالغابة، صف طويل من ممارسي المشي السريع، وعدد هائل من ممارسي رياضة الجري الذين يحركون الأجواء الهادئة عادة في هذه الغابة التي تعد المتنفس الوحيد لممارسي رياضتي المشي والجري، في غياب مدار خاص بها.

وصرح فؤاد لغمام، أحد المشاة المداومين على فضاء غابة “بوكربة”، أنه “إذا كان البعض يعتقدون أن الرياضة ورمضان لا يتفقان، فهما يكملان بعضهما البعض، فالنشاط البدني بالنسبة لي وسيلة لملاءمة جسدي مع الصعوبات البدنية المرتبطة بالصيام”.

 

وأضاف فؤاد، أنه “من بين مزايا هذا الشهر المبارك، أنه يخول الانتظام في الممارسة الرياضية التي لا يمكن المداومة عليها بقية السنة لأسباب متعددة أهمها العمل والتوقيت غير المناسب”، قائلا إنه لا يتجاوز ساعة واحدة من التمارين التي يبرمجها مباشرة قبل الإفطار لتفادي جفاف الجسم، وأن الرياضة برمضان من شأنها أن تساعد في التخلص من السعرات الزائدة وتخليص الجسم من السموم والحفاظ على الحالة البدنية بصحة جيدة.

بوسط مدينة تازة، وبالملعب البلدي، شكلت النساء مجموعة تقودها إحدى المدربات التي تساعدهن على القيام بحركات رياضية مصحوبات بأطفالهن، مستغلين فرصة تواجدهم رفقة امهاتهم أو أخواتهم لتشكيل مجموعة صغيرة للرياضة، ويتلصصن على أقرانهم بوسط المستطيل الأخضر، حيث تعمل مجموعة من الصغار والفتيان ينتمين لإحدى الأندية الممارسة بالبطولة الوطنية للهواة، على تلقي أبجديات كرة القدم، فيما نظم مجموعة من الشبان بالملعب المجاور للملعب الرئيسي، دوريا مصغرا بكرة القدم، وبالطرف الآخر من الملعب، شبان وشابات يمارسن رياضتهم المفضلة تحت سلة الملعب المخصص لكرة السلة.

وفي هذا الصدد، صرحت سارة، إحدى النساء المتواجدات بالملعب البلدي، أن إقبالها على رياضة المشي صار عادة تمارسها بحلول شهر رمضان من كل سنة، وأنها تفضل ممارستها بالملعب البلدي بعيدا عن الضجيج بالشارع العام، وأن أفضل وقت لممارسة هذه الرياضة بالنسبة ل”سارة”، هو الساعات الأخيرة من الصيام، أي ساعتين قبل حلول وقت الإفطار بحصة تدوم حوالي 40 دقيقة يوميا.

الفضاءات المغلقة بدورها تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين لممارسة رياضات مختلفة، كما هو الحال بالقاعة الرياضية التابعة لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للأشغال العمومية، حيث يلتإم مجموعة من الشبان للاستفادة من خدمات القاعة التي تتوفر على آلات ميكانيكية متطورة، إلى جانب أرضية يمارس عليها البعض الآخر من الرياضيين المزاولين رياضتهم المفضلة المتعلقة بفنون القتال.

وفي هذا الصدد، صرح جمال النهاشي، مدرب فدرالي، ورئيس جمعية مدربي الكيك بوكسينغ، أن الرياضة بشهر رمضان تمارس بطقوس خاصة يجب ألا تتعدى ساعة من الزمن قبل آذان المغرب، وألا يقوم الممارس بمجهود بدني كبير، مع الحرص على شرب السوائل ليلا بكمية مهمة.

من جانبه، قال نبيل الزاوي، بطل عربي سابق برياضة الكيك بوكسينغ، أن ممارسة الرياضة بشهر رمضان بالنسبة للممارسين، تبقى ممارسة عادية، أما بخصوص الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشهر رمضان للمرة الأولى، فعليهم الحرص على التمارين البسيطة وغير المجهدة إلى حين التأقلم معها، مع الحرص على التدرج بممارسة الرياضة، وأخذ وقت كاف من الراحة بعدها والنوم الجيد والتغذية المتوازنة، والتي تبقى مكونات أساسية من أجل ممارسة رياضية سليمة خلال هذا الشهر الفضيل.

وأضاف أنه يمكن ممارستها بعد الإفطار كذلك، وتبقى عموما لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان أهمية كبيرة، تساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية، والصحة الجيدة.

عزيز الرواس، من الشباب الذين يحرصون على الرياضة خلال شهر رمضان قبل الإفطار، أكد بدوره عن أهمية الرياضة خلال هذا الشهر الفضيل، حيث تبقى مفيدة لصحة الصائم، وأنها تلعب دورا مهما في الحفاظ على توازن الجسم، ويُفضل ممارسة الرياضات الخفيفة كالمشي، أو تمارين البطن أو الجري الخفيف أو تمارين شد الجسم، على أن يكون ذلك في مدة لا تزيد عن 40 دقيقة، وبعد الإفطار يمكن ممارسة أي نوع من الرياضات بداية من البسيطة وحتى المحترفة.

عموما، فخلال شهر رمضان، يزداد اقبال ساكنة تازة على ممارسة الرياضة، سواء بالقاعات الرياضية أو في الفضاءات المفتوحة من غابات وملاعب للقرب، كما يشهد هذا الشهر تنظيم دوريات مصغرة في العديد من الرياضات، لا سيما في كرة القدم.

التعليقات مغلقة.