الإعلام الأمازيغي المكتوب مسار وتاريخ سلبيات وايجابيات…

بقلم : الإعلامي والباحث الشاعر الحسن أعبا

الإعلام ثورة وفكر ومنهج وممارسة، ومرآة الشعوب، وهو كما يقولون السلطة الرابعة..وقد قال أحدهم..من لا إعلام له لا تاريخ له، اعطيني إعلاما حقيقيا أعطيك شعبا ميتا.

الإعلام يصلح للبناء والتشييد لكنه بالمقابل يصلح كذلك للتخريب والتدمير.
أجل إن الإعلام الحقيقي هو الذي يعبر على الواقع الاقتصادي والاجتماعي للشعوب.
إن الإعلام الأمازيغي شأنه في ذلك شأن أي إعلام أخر، لم يأتي صدفة ولم ينزل علينا صدفة من السماء إلى الأرض.

فمتى ظهر الإعلام الأمازيغي المكتوب؟ وهل نال كل ما يصبو اليه؟ ثم ماهي الإيجابيات وماهي السلبيات؟

نعم الكل يتفق على كون الإعلام الأمازيغي المكتوب لم يكن قديما بل هو حديث وقد ظهر في بداية الثمانينات من القرن العشرين، عندما أصدر أول إعلام أمازيغي مكتوب ألا وهي..مجلة أمازيغ في بداية الثمانينات. وبما أن الإعلام
اختفى نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية التي عرفها أنذاك كل من الجزائر والمغرب حيث نتج عن ذلك تراجعا ملحوظا في الإعلام المكتوب، لكنه رغم ذلك سوف يعرف هذا الأخير تطورا ملحوظا في بداية التسعينات من القرن
الماضي..حيث ظهرت على الساحة أول جريدة أمازيغية تعبر عن الفكر وعن الثقافة الأمازيغية بصفة خاصة ألا وهي جريدة..أدرار..وهي جريدة تديرها جمعية سوس..لكن هده الجريدة سرعان ما اختفت عن الأنظار والأسباب كثيرة ومتعددة وتتعلق أساسا في التموين ومشاكل أخرى لا نعرفها.

وفي بداية التسعينات ظهرت عدة جرائد أخرى لا تقل أهمية ك تاسافوت لجمعية تاماينوت، وتامونت لجمعية البحث
والتبادل الثقافي، ثم تلتها جرائد أخرى ك أكراو أمازيغ وتيدمي وتيفيناغ.

وفي وسط التسعينيات ظهرت جريدة ريفية مهمة تنشط لحد الآن ألا وهي جريدة تاويزا لصاحبها محمد بودهان، ثم تمازيغت، وهناك جريدة أخرى مازالت بدورها مستمرة وهي جريدة العالم الأمازيغي، ثم جريدة أسطا والتي تديرها
جمعية اسطا، وهناك جرائد أخرى وإن كانت لا تتناول الأمازيغية بما فيه الكفاية كأضواء الجنوب والمشاهد الى غير ذلك من الجرائد الأخرى الكثيرة.

غير أن الملاحظة الأساسية التي يمكن لنا اكتشافها هو أن جميع هذه الجرائد لا تمولها الدولة بل هي من مجهودات فردية وجمعوية، والملاحظة الثانية هي أن أغلب هذه الجرائد التي سبق لنا ذكرها لم تستطع الصمود باستثناء البعض منها وذلك لظروف تمويلية بالدرجة الأولى.

نعم لقد لعب هذا الإعلام المكتوب دورا أساسيا في تحسيس الأمازيغ وإيقاظهم من سباتهم العميق، بل جعلتهم أمام قضية أساسية ألا وهي القضية الأمازيغية، وكثيرا ما اتهم البعض هذه الجرائد بأنها جرائد ذات طابع عنصري تمولها أطراف من الخارج وسرعان ما دحض هذا الإعلام هذه الأفكار العروبية المشرقية وضربت أيديولوجيتها ضرب الحائط.

نعم سوف يعرف هذا الإعلام تطورا بل تنافسا حادا بينه وبين الإعلام الإلكتروني العالمي، حيث ظهرت العشرات والعشرات من الجرائد الإلكترونية الأمازيغية حاليا ولم يقتصر الأمر فقط على إعلام محلي بل تعدى ذلك ونال
صيطا واسعا عبر العالم.

إن الصحافة الإلكترونية الأمازيغية تجاوزت بشكل أو بآخر ذلك الإعلام الورقي التقليدي، حيث أن العالم الآن أصبح قرية صغيرة ويمتاز بالصوت والصورة وفي عين المكان.

التعليقات مغلقة.