قصيدة: ذات مساء

مع المبدعة ليلى الدكالي من مراكش

تفتح قلبي ذات مساء

حين خضتُ مضمار حرفٍ

 

مع غريبٍ هذا المساء

في ليلِ كانونَ المطير

والكون تسكنه رجفة برد

ويداك تعبر المسافات

ووعدك الجمرُ يدفئ يدي

دفء السكون

وجموحَ الشر

وذنبي بك عظيم

 

ما زال الطريق إليك جنونا

ما زال العشق ممنوعا في مدينتي

ما زالت الأيادي ترتجف

وبرد كانونَ لا يهدأ

 

مجانينُ نحن يا سيدي

حين نرتدي السترات شعلةٌ

 

نحن يا سيدي على فوهة بركان

لا نرتجي دفئاً

فنحن الدفء ونحن النار

 

وبردُ كانونَ لا يهدأ

في تلك الشوارع والأزقة

وأنا وأنت يا سيدي

نعبر الشوارع غدوا وآصال

نعرّي كلماتنا من تأويل الظلام

نراودها عن نفسها

نظهر مفاتنها المجردةَ للعلن

نواجه البرد

 

وأساجلُ مدينتي عند عتبة الفطام

أحببتك أيها القسطنطيني

واستنشقتُ طُهرك العظيم

أحببتك..

 

وتقاطع حرفي وحرفك هذا المساء

(عند سدرة المنتهى)

توحدت المعاني

وتجمّلت اللغة

وطال العناق

 

 

كيف تمطر السماء بعد سنين عجاف؟!

وأعبُر بك دائرة الشمس

لا أخشى الحرق

ولا الحرّ فقط..

هذا المساء

التعليقات مغلقة.