الدرس االمستفاد من حضور غياب المنتخب المغربي خلال كأس أمم أفريقيا 2023 بكوت ديفوار

محمد حميمداني

صدمة كبرى خلفها خروج المنتخب المغربي من المنافسة على نيل كأس أفريقيا للأمم في نسختها 34، في اللحظة التي وفرت فيه الجامعة الملكية المغربية كل الإمكانات المادية واللوجستيكية للظفر بهاته الكأس، التي يبدو أنها استعصت على الخزينة الوطنية الرياضية، فمن المسؤول عن هذا الوضع؟ ومن يتحمل بالفعل مسؤولية الخروج المذل؟.

 

 

 

اندحار لم يكن متوقعا خاصة وأن كل الترشيحات كانت تذهب للمنتخب الوطني المغربي, اعتبارا لحضوره المتميز خلال مونديال قطر 2023 ولتصنيف المغرب المرتب في المركز 11 عالميا والأول أفريقيا.

لكن الوقائع الميدانية حطمت هاته الأحلام الوطنية للجمهور المغربي التي انتظرها مدة 48 عاما منذ كأس أمم أفريقيا التي نظمت بإثيوبيا، والرسمية التي وفرت كل سبل التفوق، والعالمية والقارية التي كانت ترشح بوصلة النخبة الوطنية للظفر واحتضان الكأس.

 

 

ليشكل خروج المنتخب المغربي إحدى المفاجآت المدوية في مونديال أفريقيا بعد خروج المرشح للفوز بها أيضا المنتخب السنغالي.

 

 

وهكذا يتأجل حلم حمل الكأس الأفريقية سنة جديدة، وتحديدا للمونديال الأفريقي المزمع إقامته بالمملكة المغربية عام 2025.

 

إحباط غداه الصورة التي أبان عنها الأسود خلال مونديال قطر وأيضا كون الهزيمة أتت من لاعبين محليين يشكلون العمود الفقري الأساسي لمنتخب كنوب أفريقيا، فيما المنتخب المغربي يعج بلاعبين محترفين هم الأعلى سوقيا في عالم التجارة الرياضية الأفريقية ولكنهم الأقل توشيحا وحضورا وفعالية خلال مفارعة الأفارقة كرويا.

 

 

خروج مذل يعيد التاريخ من خلاله نفسه بعد الخروج من كأس أمم أفريقيا ومن نفس الدور عام 2019 خلال الدورة التي أقيمت بمصر والمعتمدة على النظام الجديد، أمام منتخب بنين بركلات الحظ الترجيحية، “4ـ1”.

 

 

والسؤال المطروح عن مركبات هذا العجز في فك طلاسيم هاته العقدة الأفريقية التي كبست أنفاس المغاربة كاستثناء يسجل، في ظل النتائج الإيجابية خلال مونديال قطر، وأيضا حضور الأندية المغربية خلال مختلف اللقاء الأفريقية، وأيضا باقي المنتخبات الوطنية، فيما يعجز المنتخب الأول عن الظفر بالكأس مدة 48 سنة.

 

 

كل المؤشرا كانت ترشح الأسود للظفر بالكأس، وكافة الإمكانات وفرت، ومع ذلك تم الإقصاء، فمن المسؤول عن ذلك؟ الأكيد الناخب الوطني وليد الركراكي، حقق نقلة نوعية في التركيبة والعقلية الرائجة داخل المنتخب وأمده بالروح التي كانت مفتقدة في السابق، وعلى الرغم من قوله بأنه هو الوحيد الذي يتحمل المسؤولية، إلا أن الوضع أعقد من ذلك ولا يمكن اختزاله في هكذا اعتراف، ولا في تضييع لركلة جزاء من طرف أشرف حكيمي، ولا في خطأ سفيان أمرابط ونيله الورقة الحمراء اعتبارا لكون ذلك الخطأ أتى بالهدف الثاني، ولا في عدم مشاركة حكيم زياش وسفيان بوفال، بل إن المشكلة أعمق من هاته التوصيفات أو المبررات وقذفها يمينا أو يسارا.

 

 

إن الوضع يقتضي سياسة رياضية منفتحة على الطاقات المحلية وعدم حصر الحضور في أسماء نجوم ممكن أن تكون من المستوى الرائع أوروبيا لكن في الادغال الأفريقية يبطل مفعولها لأن القارة السمراء لها طقوسها الخاصة ورجالاتها المتخصصين في تربتها وهو ما نقله على أرض النتيجة منتخب جنوب أفريقيا الذي شارك بنمتخب محلي، أغلبية لاعبيه من نادي صان داونز، أي أنهم متمرسون في البطولات الافريقية، وهو ما مكنهم من مقومات القوة التي افتقدها أبناء الركراكي.

 

 

كما يجب الوقوف حول العقم الهجومي الذي شكل ميزة هاته الدورة بالنسبة للمنتخب المغربي والتي تعد أدنى حصيلة تهديفية خلال الحضور المغربي في المسابقة، وهو ما يبرز أن المعضلة الكبرى تكمن في عياب قناص من المستوى الكروي المطلوب، القادر على قلب الفرص إلى أهداف، وهو ما عجز عنه مهاجمو المنتخب الوطني فيما نجح فيه لاعبو جنوب أفريقيا، وهنا الدرس الذي يجب أن يستفاد من هذا الحضور الغياب للمنتخب المغربي خلال كأس أمم أفريقيا 2023 بكوت ديفوار.

التعليقات مغلقة.