أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

كيفية التعاطي مع الكلور كمطهر ومعقم

إعداد مبارك أجروض

تكاثرت النصائح حول استخدام الكلور في التطهير والتعقيم للوقاية من فيروس كورونا المستجد، نتيجة حالة الذعر والهلع من تفشي فيروس كورونا لشراء كميات هائلة من المطهرات وأدوات وسوائل التعقيم، مما أدى إلى نفاد تلك المنتجات من العديد من المتاجر، لكن بعد الحصول على تلك المنتجات ربما يستخدمها البعض بصورة خاطئة فتفقد فائدتها، لكن منظمة الصحة العالمية نصحت باستعمال محلول الكلور المخفف (0.05%) لتعقيم اليدين عندما لا يتوفر ‏مطهر كحولي لليدين أو صابون، وذلك للوقاية من فيروس كوفيد 19.

لقد أوضحت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني أنها لا توصى باستعمال محلول الكلور المخفف عندما ‏يتوفر المطهر الكحولي أو الصابون والماء لأنه ينطوي على مخاطر أكبر بالتسبب في ‏حساسية لليدين وأضرار صحية أخرى، جراء تجهيز محاليل الكلور وتخفيفها. فهناك العديد من المخاطر جراء استخدام الكلور منها أمراض الجهاز التنفسيّ حيث يتسبّب استنشاق بُخار الكلور في العديد من المشاكل منها الحساسيّة، والرّبو، والجيوب الأنفيّة، كما يُسبِّب التعرض الطويل لهذا البخار يقصر النّفس، والتهاب الرِّئة.

 فما هي الطرق السليمة للتعقيم والتطهير ؟

* تطهير المنزل

يجب عزل كافة التحف الدقيقة والتماثيل والورود المجففة في المنزل أو العمل، حيث يصعب تعقيمها لكثرة الثنايات فيها فينصح بعزلها تماما وتغطيتها بأكياس لتسهيل عملية التعقيم اليومية لاحقا. الخطوة الأولى في تطهير الأسطح المنزلية تكون عن طريق استخدام عبوة من الكلور المخفف (20 سم كلور مخلوط بلتر من المياه)، ويتم وضعها في بخاخ لرش الأسطح ومسح الأرضيات.

لا تصلح تلك العبوة للاستخدام إلا خلال 24 ساعة، لأنها ستفقد قدرتها على التطهير ويجب عمل محلول جديد كل يوم، كما يجب إعادة تلك الدورة مرة كل24  ساعة على نفس الأسطح التي يجب أن تظل مبللة لمدة لا تقل عن خمس دقائق قبل تجفيفها، والأفضل تركها لتجف بالهواء إن أمكن.

يجب الحرص على تطهير الأماكن الأكثر عرضة للتلوث، مثل مدخل الباب والنوافذ وأماكن وجود الأحذية. ويتم تطهير وتعقيم وتنظيف الأماكن التي يتجدد تعرضها لمصادر من التلوث يوميا بما في ذلك المراحيض والحمامات، إلا في حالة وجود شخص مريض بنزلات البرد والسعال، ففي حالة عدم وجود حمام خاص للمريض فيجب تطهير الحمام بعد كل استخدام وليس مرة على مدار اليوم.

هذا المحلول صالح لتطهير أي سطح من الأقمشة والمعادن والأخشاب والملابس التي قد تكون لامست رذاذ السعال أو الأماكن المزدحمة بالمواصلات العامة، كما يمكن استخدامه بالرش على المنتجات التي تم شرائها من على رفوف المتاجر ويعتقد أنها قد تكون تعرضت لأي تلوث أو مسحها بقماش مبلل بالمحلول. بينما لا يصلح محلول الكلور المخفف على الإطلاق كمطهر لجلد الإنسان، حيث يمكن استخدام منتجات تناسب البشرة أو الكحول مع غسل اليدين بانتظام.

* سوائل التعقيم في المتاجر

أما عن سوائل التعقيم المعروفة في الأسواق مثل ديتول، فإن معامل مستقلة لم تثبت حتى الآن فاعلية ديتول في قتل فيروس كورونا الجديد كوفيد-19. من جهتها، أعلنت شركة “ريكيت بنسكسر” المصنعة لمنتج ديتول في موقعها الرسمي، أنه لم يسمح للشركات بالاختبار التجاري لفاعليتها ضد كوفيد-19، وأضافت أن المؤسسات الرقابية في الولايات المتحدة وأوروبا تشترط أن تجرى التجارب للسلالة الجديدة من الفيروس في معامل معتمدة من قبل الحكومة، وذلك قبل الإعلان الحاسم بشأن قدرة هذا المحلول على القضاء عليه، ومن ثم لا يمكن الترويج أو الإعلان عن قدرة تلك المنتجات قبل الاعتماد الرسمي من الجهات المعنية.

* غسل اليدين

ينصح بغسل اليدين بكثرة، ولا سيما قبل الأكل وبعد التعامل بالعملات الورقية والمعدنية وعند مصافحة الآخرين أو الضغط على مكبس المصعد أو استخدام اليد في الصعود للسلم أو التبضع، ويستمر غسل اليدين بأي نوع صابون لمدة بين 30 و50 ثانية. ولا يلزم تعريض اليدين للمطهرات كثيرا، ويكفي استخدام بخاخات كحول إيثيلي بتركيز لا يقل عن 60% ولا يزيد على 75% المتوفر بالصيدليات في صورة بخاخات، وليس له آثار ضارة على الجلد، كما يمكن استخدام الجل المطهر في حالة تعذر غسل اليدين بالخارج، ولكن يجب غسل اليدين مرتين إلى ثلاث مرات باستخدام الجيل، علما بأن غسل اليدين بالماء والصابون جيدا أفضل من الجل العادي.

كما يمكن استخدام نفس بخاخ الكحول الإيثيلي بذات التركيز على مقابض الأبواب العامة وصنبور الحمام العام ويد عربة التسوق، وذلك لأن المناديل المبللة لا تحتوي على نسب كحول تتلاءم مع حجم التلوث الذي تتعرض لها تلك الأسطح، بعكس مساحات العمل التي لا تتعرض للاحتكاك المباشر مع العديد من الأشخاص.

* تعقيم مساحة العمل

على عكس المنزل، فإن الموظفين أو عمال النظافة نادرا ما يعقمون مساحات العمل بشكل صحيح، باستثناء المنشآت الصحية، رغم أن تلك الأماكن تعد من أخطر مصادر العدوى خاصة البنوك والمطارات، فكيف يتم تنظيف تلك المساحات التي تحتوي على العديد من الفيروسات الميكروسكوبية بين طياتها، بما في ذلك الأجهزة اللوحية ولوحات المفاتيح والهواتف المحمولة، حيث تنصح مراكز مكافحة العدوى والوقاية من الأمراض بتنظيف مساحة العمل قبل الدوام بالمطهرات المناسبة.

ويتم تطهير لوحة المفاتيح والفأرة والهاتف والمكتب بالمناديل المبللة المعدة بمطهرات أو باستخدام قطعة قماش مرة واحدة فقط مزودة بالسوائل المطهرة المباعة بالأسواق، مع الحرص على بقاء تلك الأسطح مبللة نسبيا لمدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس دقائق، وإلا إعادة مسحها مرة أخرى بالمناديل المبللة خلال تلك المدة للقضاء على كافة الفيروسات من الأسطح، من خلال المناديل والأقمشة المبللة دون تعريض الأجهزة الإلكترونية للتلف بسبب زيادة السوائل عن طريق البخاخات المعقمة.

كما يمكن للصرافين وموظفي البنوك ومن يعمل بشكل متكرر مع العملات الورقية والمعدنية ارتداء قفاز طبي بلاستيكي وتغييره عقب كل استخدام، وتجنب ملامسة هذا القفاز للوجه أو الفم أو الأنف بدلا من تعريض اليد لكميات كبيرة من المواد المعقمة والمطهرة. هناك فرق بين التنظيف العادي والتعقيم والتطهير، فالتنظيف العادي بالمياه والصابون يزيل الجراثيم والأتربة من على الأسطح، لكنه لا يقتل كل الجراثيم على الأسطح المعدنية والخشبية بل يقلل أعدادها، لذلك ينصح بالتنظيف قبل التطهير والتعقيم إن أمكن.

أما التعقيم بالمواد الكيميائية، فيعد أقوى من الصابون وضروري للأسطح الخشبية والمعدنية والزجاجية والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والإلكترونية، وهو يقلل نسب العدوى إذا تم بحسب الإرشادات واستمر خمس دقائق متتالية، كل هذه الإجراءات والمحاذير تأتي ضمن إطار العزل وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة والحرص على عدم التواجد في أماكن مزدحمة.

 

التعليقات مغلقة.