أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

من قادر على منع اراقة الدماء في أوكرانيا…….؟؟؟؟

السعيد الزوزي

لابد ان أوروبا استيقظت، هذا الصباح، وسمعت الأخبار برعب ،في بعض الأحيان يرفض التاريخ ان يموت، إن مصير أربعة وأربعين مليون اوكراني تحت رحمة روسيا و جيشها الضخم امر مروع ،في الواقع، كانت اقوال “فلاديمير بوتين” الجامحة والكاذبة في الساعات الأربع والعشرين الماضية تشير الى وجود ديكتاتور مشوش الذهن خرج عن نطاق السيطرة، إنه على وجه التحديد الخطر الذي توقعه المنظرون الاستراتيجيون في فجر العصر النووي.

 

اعتبارا من صباح اليوم ،كانت نية “بوتين” المعلنة هي” نزع السلاح “عن أوكرانيا وتاكيد سيادة روسيا الفعلية على “دونباس” شرق البلاد، هذا الاخير هو في الاساس مبالغة في ما فعلته روسيا سرا منذ عام 2014، من الصعب رؤية الاول بخلاف الغزو الرسمي، لم يعد هذا مجرد نزاع حدودي أو” انتفاضة انفصالية”، بل هجوما متضافرا من قوة عظمى على جار كبير.

 

كان اصدقاء أوكرانيا والمتعاطفون معها متحمسين في تقديم الراحة و”الدعم”. منذ عام 1989،كانت اوروبا الغربية حريصة، وربما متلهفة للغاية، على الترحيب بدول الكتلة السوفيتية السابقة في احضانها.يعتقد الكثير أن هذا خطأ، كان من المؤكد أن عرض عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي على حدود روسيا سيؤدي إلى تأجيج الشعور المعروف جيداً بانعدام الأمن في ذلك البلد ،ولكن تم المخاطرة.في الوقت نفسه،فان أي فكرة لادراج أوكرانيا وجورجيا في هذا الاحتضان كان يعتقد بحق أنها مخاطرة بعيدة جداً، لقد اثبت “بوتين” الآن بشكل غريب هذا الخطر.

قد ينظر إلى هجوم روسيا على أوكرانيا على أنه عدوان شنيع لدرجة أنه تجاوز  أي اعتبار للمعاهدات والتحالفات.ولكن على الرغم من أن الغرب قد عرض على “كييف”  “دعما معنويا ” شرسا وسوف يستجيب بالطبع بالمساعدات الإنسانية،الا أنه كان مصرا على أنه غير ملزم من قبل الناتو بالقتال من أجل قضيته ،يجب ان يكون ذلك معقولا،ولكن في مثل هذه الأوقات يجب استخدام الكلمات بحذر .

قد يبدو الدعم الحربي قريبا بشكل غير مريح من النفاق،كما يتوسل بعض الاوكرانيين،يجب على الغرب ان يميز الإدانة الصريحة لورسيا عن العدوان اللفظي الذي يرضي الجماهير .

الحقيقة واقعية ،ان خوض جيوش الناتو في حرب مع روسيا في اوكرانيا سيتصاعد بالتأكيد إلى خسائر فادحة في الأرواح والدمار .يجب أن نتذكر ايضا ان لدى الغرب وحلف الناتو سجلا مروعا مؤخرا لمثل هذه التدخلات ،من عدم القدرة على الحكم على قيمتها ومتى وكيف يتم انهاؤها ؟

لاحرب مثل أي حرب أخرى ،اوكرانيا ليست كوبا اوافغانستان او سوريا.اكثرمن” بوتين” هو “هتلر” او سكان “كييف نازيون “.لم أسمع رئيساً واحداً في البرلمان البريطاني هذا الأسبوع ينصح بالبرصانة اوالسلام .

العداء حتي من، “كير ستارمر”،لم يكن لديه افضل الالحان فحسب،بل  الالحان الوحيدة. إن فرض ذلك السلاح المثير للشفقة وغير الفعال للتدخل الحديث ،العقوبات،ليس قسوة بل هو العكس .انها تتظاهر بالصلابة،اقل من أن تصبح قاسية  بالفعل ،هذا هو الخطر، وكلما صرخت التهديدات،بدا جبانا في رفض القتال.

هذه ليست لحظة حاسمة في العلاقات بين روسيا،اوعلى الاقل زعيمها،والغرب. إنه أمر بالغ الأهمية في العلاقات بين روسيا واوكرانيا التي تربطها بهما علاقة طويلة ومضطربة تاريخيا.هناك، او كان ،مخرجا: “اتفاقية مينسك” لعام 2015 بين “كييف” و “موسكو ” ،والتي تعترف بالحكم الذاتي” لدونباس”.فشلا كلا الجانبين في تنفيذ “مينسك” هو سبب الانهيار الحالي ،لكنه لا يمكن أن يكون سببا لحريق أوروبي أوسع.

من المعروف الآن أن الحديث الجاد يدور حول كيفية الوصول إلى” بوتين”،وهو مجنون في قلعته المنعزلة،يبدو أنه لا يستمع إلى أي شخص تقريبا، لكنه يستمع إلى “الصين” ، ودائرة صغيرة من الأصدقاء الاثرياء.

إنه لامر فاحش أن يعتمد السلام في اوروبا الشرقية على مثل هؤلاء الأشخاص،لكن يجب الوصول إليهم،هذا هو الفشل الحقيقي للدبلوماسية الأوروبية على مدى الثلاثين سنة الماضية.

التعليقات مغلقة.