أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“المقاولات الصحفية في خطر: انتحال الهوية والاستغلال يهددان الإعلام”

بقلم عيدني محمد

أصوات من الرباط

تُعد المقاولات الصحفية أحد الركائز الأساسية في صناعة الإعلام، حيث تساهم في تقديم المحتوى الإخباري والتوعوي الذي يُعنى به الجمهور، وتُسهم في بناء رأي عام مستنير. إلا أن التطور التكنولوجي السريع وتعدد المنصات، أتاح التحديات التي تستوجب وضع حواجز قوية لصد أي استغلال أو تهديد لسمعة المؤسسة أو محتواها.

تُواجه المقاولات الصحفية في الوقت الراهن العديد من الظواهر المهددة لسلامة العمل، أبرزها ظاهرة انتحال الهوية، حيث ينشئ البعض مواقع إلكترونية مقلدة تتشابه مع الموقع الرسمي، بهدف سرقة المحتوى أو التشويش على الجمهور. وتزداد خطورة هذه الظاهرة عندما تُستخدم في التشويش على سمعة المؤسسات أو ابتزازها، مما يهدد المصداقية ويشوه صورة الحقيقة.

كما أن الاستغلال غير الأخلاقي للموظفين أو المتدربين، وإقدام بعض الأفراد على إنشاء حسابات وهمية أو صفحات مزورة، يُمثل تهديدًا آخر يتطلب تدخلات فعالة، عبر وضع قوانين صارمة وإجراءات أمنية حديثة. ويجب أن تكون هناك آليات واضحة للتحقيق بكل حالة شك، وتطوير أدوات تقنية تحمي المحتوى والأسماء التجارية، سواء عبر العقود أو أنظمة التشفير والحماية الإلكترونية.

إضافة إلى ذلك، تأتي الثقافة الداخلية والتوعية من العوامل الحيوية لحماية المؤسسة من مخاطر المحتوى المزور أو المشبوه. إذ أن تدريب الموظفين على أخلاقيات المهنة، والتعامل القانوني مع حقوق الملكية الفكرية، يعزز من أخلاقيات العمل ويُقلل من احتمالات الخرق أو التعدي.

وفي ظل تلك التحديات، تبرز الحاجة إلى تفعيل التعاون بين المؤسسات الصحفية، والجهات القانونية، ونقابات الصحافيين، لوضع قوانين أكثر صرامة تردع الممارسات غير الأخلاقية، وتُعزز من حماية الحقوق الوطنية والفكرية. حماية العلامة التجارية والمحتوى والسمعة ليست مهمة فردية، بل مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا تامًا، واستثمارًا في أنظمة التكنولوجيا، وتفاعلًا مسؤولًا مع المجتمع.

وفي الختام، يُعد الالتزام بأخلاقيات المهنة، وتعزيز قيم النزاهة والشفافية، من الركائز الأساسية لمقاومة الظواهر السلبية، وتحقيق إعلام مستقل وموثوق. والمقاولة الصحفية الناجحة هي تلك التي تضع حماية حقوقها وأصولها في مقدمة أولوياتها، من أجل مستقبل إعلامي نزيه، يعكس واقع المجتمع ويخدم مصالح الأوطان والتنمية المستدامة.

التعليقات مغلقة.