أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

إطلاق النسخة الثانية من الجائزة الجهوية للبحث العلمي لجهة فاس – مكناس برسم سنة 2025

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

نُظم، يوم الثلاثاء بفاس، حفل إطلاق النسخة الثانية من الجائزة الجهوية للبحث العلمي لجهة فاس – مكناس برسم سنة 2025.

وتندرج هذه الجائزة في إطار حرص جهة فاس – مكناس على تشجيع البحث العلمي والابتكار والارتقاء بمستوى التميز العلمي، وكذا تكريم الأساتذة والباحثين المتميزين المنتسبين لمختلف الجامعات المغربية، ممن اشتغلوا على جهة فاس – مكناس.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مجلس جهة فاس – مكناس، عبد الواحد الأنصاري، أن الجائزة الجهوية للبحث العلمي، التي تُنظم بشراكة مع نخبة من المؤسسات الجامعية المرموقة، تسعى إلى ترسيخ ثقافة التميز والابتكار داخل الحرم الجامعي، وتحفيز الكفاءات العلمية على الانخراط في معالجة مختلف الإشكالات التنموية والترابية.

وجدد السيد الأنصاري التزام جهة فاس – مكناس بجعل البحث العلمي والابتكار رافعتين أساسيتين لخدمة التمية المستدامة وتعزيز مكانة الجهة كقطب للمعرفة والتميز الأكاديمي، مشيرا إلى أن الجائزة تعد ثمرة تصور شمولي ورؤية واضحة تعتبر البحث العلمي مجالا استراتيجيا يتقاطع مع مختلف اختصاصات الجهة.

وبعدما أشار إلى أن الاستثمار في البحث العلمي في عالم يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات المتزايدة لا يعد مجرد خيار فقط، بل ضرورة وحتمية استراتيجية، أكد رئيس مجلس الجهة أنه “لا يمكن الحديث عن تنمية مجالية حقيقية دون إنتاج المعرفة، ولا يمكن إنتاج المعرفة دون منظومة بحثية محفزة تشجع الإبداع وتحترم قواعد العلم وأخلاقياته”.

كما أبرز حرص المجلس على توفير جميع شروط النجاح لهذه المبادرة من خلال وضع نظام أساسي خاص بالجائزة يحدد معايير الانتقاء وشروط الترشح يكرس مبدأ الاستحقاق والتميز،  واعتماد مقاربات علمية دقيقة ترتكز على الشفافية والحياد واحترام قواعد البحث العلمي والأخلاقيات الأكاديمية بصفة عامة.

وأضاف السيد الأنصاري أنه تم، أيضا، إحداث لجان علمية متخصصة تضم أكاديميين وخبراء مشهود لهم بالكفاءة تسهر على تقييم ملفات الترشح واختيار الفائزين.

وتابع السيد الأنصاري أن المجلس قرر إسناد مهمة تنسيق النسخة الثانية من هذه الجائزة لجامعة الأخوين بإفران، في امتداد للنجاح الذي حققته النسخة الأولى التي أشرفت عليها الجامعة الأورومتوسطية بفاس.

من جهته، أكد والي جهة فاس مكناس، عامل عمالة فاس بالنيابة، عبد الغني صبار، أن هذه الجائزة تروم تعزيز مكانة العلم والبحث العلمي بالمملكة بشكل عام وجهة فاس – مكناس على وجه الخصوص ، على اعتبار أن العلم يشكل أحد الركائز الأساسية للتنمية بمختلف جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف أن هذه المبادرة تعكس التزام جهة فاس – مكناس بتثمين الكفاءات الأكاديمية وتشجيع البحث العلمي والابتكار في مختلف مجالات المعرفة، مشيرا إلى أن البحث العلمي يعد جوهر الابتكار والتنافسية ويشكل رافعة استراتيجية لمواجهة تحديات عصرنا الكبرى، ومنها الصحة والبيئة والتنمية المستدامة والتحول الطاقي والرقمنة والسيادة التكنولوجية.

وأشار السيد صبار إلى أن إطلاق هذه الجائزة يروم خلق دينامية جديدة داخل الوسط الأكاديمي تقوم على التنافس البناء والتقدير المستحق للعمل الجاد، مما يُعزز مكانة الجهة كقطب للمعرفة والبحث العلمي المتميز.

وأبرز والي الجهة أن الجائزة التي تعد ثمرة تشاور موسع مع الفاعلين في الحقل الأكاديمي والبحثي، تستهدف تحفيز الباحثين والباحثات، خاصة الشباب منهم، على الانخراط في دينامية البحث العلمي الجاد والهادف، وإبراز نتائج أبحاثهم وتثمينها، بما يخدم تنمية الجهة في مختلف القطاعات الحيوية.

كما تتوخى الجائزة، بحسب المسؤول الترابي، خلق دينامية جهوية مُحفزة تشجع على التميز، وتدعم المبادرات العلمية ذات الأثر المباشر على واقع المواطن وأولويات التنمية الجهوية، منوها في السياق ذاته بانخراط مختلف الشركاء المؤسساتيين من جامعات ومراكز بحث ومؤسسات عمومية في هذا الورش الطموح الذي من شأنه تعزيز مكانة الجهة في إنتاج المعرفة.

من جهته، أكد عميد الشراكة والتعاون والتكوين المستمر بجامعة الأخوين، عبد الكريم مرزوق، على أهمية النسخة الثانية من الجائزة الجهوية للبحث العلمي التي تتولى جامعة الاخوين مهمة تسييرها، مشيدا بالثقة التي تم وضعها في الجامعة.

وأوضح، في هذا الصدد، أن هذه الجائزة تروم بالخصوص الرفع من المستوى الأكاديمي والبحث العلمي الإبداعي والتقني والابتكار الذي يخدم المجتمع، والإسهام في توفير بيئة داعمة ومشجعة للباحثين الجامعيين على مستوى الجهة، وكذا المساهمة في بناء مجتمع المعرفة وخدمة أولويات التنمية الترابية.

كما استعرض السيد مرزوق مرجعيات إحداث الجائزة والمعنيين بها ومجالات الجائزة وشروطها وقيمتها واللجان المشرفة عليها وكذا معايير التحكيم الخاصة بها، مشيرا إلى عدد الترشيحات المتوصل بها خلال نسخة السنة الماضية بلغ 42 ترشيحا في مختلف مجالات الجائزة.

ومن جانبه، أبرز المشرف العام على الجائزة البروفيسور رشيد اليزمي بأن الجائزة تروم تكريم جهود الباحثين المبدعين وتعزيز البحث العلمي والابتكار باعتباره يشكل عماد التنمية.

وأكد السيد اليزمي حرصه على الإسهام في تعزيز مكانة جهة فاس – مكناس كقطب علمي وطني قادر على المنافسة والريادة، نظرا لما تزخر به من طاقات جامعية وكفاءات بحثية.

كما جدد الالتزام الراسخ للجان العلمية للجائزة بضمان الشفافية والنزاهة والمصداقية، داعيا الباحثين إلى جعل هذا الموعد محطة مضيئة في مسارهم ومواصلة البناء بخطى ثابتة نحو مجتمع المعرفة.

أما نائبة رئيس الجهة المكلفة بالتكوين المستمر والبحث العلمي وتطوير الكفاءات، حليمة الزومي، فأفادت بدورها بأن هذه الجائزة تشكل إحدى المبادرات النوعية التي أطلقها المجلس بشراكة استراتيجية مع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في إطار تنزيل مقتضيات القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي، من أجل تحفيز البحث العلمي وتشجيع الابتكار وتثمين الكفاءات الأكاديمية.

وأضافت أن الجهة، ووعيا منها بأهمية البحث العلمي في النهوض بالتنمية الجهوية، صادقت على مجموعة من الاتفاقيات خلال النسخة الأولى والثانية من برنامج التنمية الجهوية تهم مشروع المنطقة الصناعية “فاس سمارت فاكتوري”، وإحداث مجموعة من المؤسسات من بينها كلية طب الأسنان، والمدرسة الوطنية العليا للرياضة، والمدرسة الوطنية لعلوم الإعلام، والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية في مجال البحث العلمي والابتكار، ودعم ومواكبة تنظيم عدد من التظاهرات العلمية.

وتتوزع الجائزة الجهوية للبحث العلمي على المجالات التالية: جائزة الجهة للعلوم الإنسانية والآداب، وجائزة الجهة للعلوم، وجائزة الجهة للعلوم الاقتصادية والتدبير، وجائزة الجهة للعلوم القانونية، وجائزة الجهة في البحث التقني والابتكار، وجائزة الجهة في علوم الطب والصيدلة.

وتشمل الجائزة الأبحاث المبدعة والأصيلة على وجه الخصوص (المؤلفات الفردية والجماعية، أطاريح الدكتوراه، الابتكارات)، والتي تعتبر إسهاما جديدا في البحث العلمي، ولها وقع إيجابي على التنمية الترابية أو الوطنية.

التعليقات مغلقة.