طرق دعم الثقة بالنفس لدى الأطفال

إعداد مبارك أجروض

الثقة بالنفس هي واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن يعطيها الوالدان لأطفال، فالأطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس سوف يحجمون عن الإقدام على خوض تجربة أشياء جديدة أو صعبة لأنهم يخافون من الفشل أو أن يخيبوا آمال الآخرين، وهذا ما يمكن أن ينتهي بهم إلى التأخر في حياتهم ويمنعهم من الحصول على مهنة ناجحة.. فالإحباط والخوف هم أعداء الثقة، ومهمة الوالدين هي تشجيع ودعم أطفلهم عندما يحاولون معالجة المهام الصعبة.

* نصائح تساعد على رفع مستوى الثقة الأطفال بأنفسهم

ـ تقدير الجهد بغض النظر عن نتيجته

تعليم الطفل أن الرحلة أكثر أهمية من النتيجة النهائية.. لذا فإنه من المهم أن التصفيق له سواء حقق النتيجة المرجوة أم لم يحققها عن غير قصد، وفي هذه الحالة يكون التصفيق للجهد المبذول، ومساعدته على ألا يشعر بالحرج من المحاولة مرة أخرى، وعلى المدى الطويل، فإن المحاولات الدؤوبة تكسب الأطفال المزيد من الثقة بالنفس – أكثر من النجاح – في تحقيق الأهداف.

ـ تشجيع الممارسة لبناء الكفاءة

تشجيع الأطفال على ممارسة أي شيء يهتمون به من دون ممارسة الكثير من الضغط عليهم؛ فكما تقول هارموني شوHarmony Shu، وهي عازفة بيانو بارعة، أنها بدأت تتدرب على البيانو عندما كانت في الثالثة من عمرها، فالممارسة وبذل الجهد – مع تطمين الطفل أن التحسن سوف يأتي مع كثرة الممارسة – يصنع أعظم فارق في حياة الطفل.

ـ دعهم يكتشفون المشاكل بأنفسهم

إذا قام أحد الوالدين بالعمل الشاق بدلا عن الأطفال، فلن يقومون بتطوير قدراتهم أو اكتساب الثقة لمعرفة المشاكل بمفردهم، فمساعدة الوالدين يمكن أن تمنع الثقة المستمدة من المساعدة الذاتية واكتشاف الأطفال للأمور بأنفسهم، وبعبارة أخرى، من الأفضل أن يحصل أطفالك على عدد قليل من علامات B وC بدلاً من أن يحصل على Aبشكل دائم، طالما أنهم يتعلمون في الواقع كيفية حل المشكلات والقيام بالعمل بمفردهم.

ـ دعهم يتصرفون وفق أعمارهم

لا تتوقعوا من أطفالكم أن يتصرفوا مثل الكبار، فعندما يشعر الأطفال أن التصرف الجيد هو فقط التصرف الذي يشبه تصرف الوالدين، فإن هذا المعيار غير الواقعي قد يثبط جهودهم، فالسعي إلى تلبية توقعات سن متقدمة يمكن أن يقلل الثقة.

ـ تشجيع الفضول لديهم

في بعض الأحيان، قد تكون أسئلة الطفل التي لا تنتهي مملة، ولكن يجب تشجيعه؛ فطرح الأسئلة هو ممارسة مفيدة لنمو الطفل لأنه يعني أنه يدرك أن هناك أشياء لا يعرفها، وأن هناك عوالم خفية من المعرفة لم يسبق له ولوجها.

وعندما يبدأ الأطفال في الدراسة، فإن أولئك الذين ينتمون إلى الأسر التي تشجع الأسئلة الفضولية تصبح لديهم ميزة على بقية زملائهم في الصف لأنهم كانوا يمارسون الحصول على المعلومات من والديهم، مما يشجعهم على أخذ معلومات من معلميهم. وبعبارة أخرى، فإنهم يعرفون كيف يتعلمون بشكل أفضل وأسرع.

ـ تقديم تحديات جديدة للأطفال

إظهار أنه بإمكان الأطفال تحقيق أهداف صغيرة وصولا لإنجاز كبير – مثل ركوب الدراجة مثلا بدون عجلات التدريب، ويمكن للوالدين تعزيز الثقة من خلال زيادة المسؤوليات التي يجب الوفاء بها.

ـ اجتناب خلق مسارات مختصرة أو إجراء استثناءات للأطفال

إن المعاملة الخاصة يمكن أن تؤدي إلى فقدان الثقة.

ـ عدم انتقاد آدائهم

لا شيء يثبط عزيمة الأطفال أكثر من انتقاد جهودهم، ومن المؤكد أن تقديم التعليقات المفيدة والاقتراحات أمر جيد، ولكن لا تخبروهم بأنهم يقومون بعمل سيء، فإذا كان أطفالكم خائفون من الفشل لأنهم يخشون أن تكونوا غاضبين أو محبطين، فلن يجربوا أشياء جديدة أبدًا، وفي كثير من الأحيان، يقلل النقد الأبوي من تقدير الطفل لذاته ومن حافزه.

ـ مساعدتهم على علاج الأخطاء باعتبارها اللبنات الأساسية للتعلم

التعلم من الأخطاء يبني الثقة بالنفس، ولكن هذا لا يحدث إلا عندما نعامل كوالدين الأخطاء باعتبارها فرصة للتعلم والنمو.. فلا تبالغوا في حماية أطفالكم، واسمحوا لهم بالعبث من حين لآخر، وساعدوهم على فهم كيف يمكنهم التعامل مع المهام بشكل أفضل في المرة القادمة؛ واعتبروا لحظات الخطأ فرصة لتعليم أطفالكم عدم الخوف من الفشل.

ـ فتح الأبواب أمام تجارب جديدة

بصفتكم أحد الوالدين، عليكم مسؤولية زيادة التعرض للحياة والتجارب حتى يتمكن الطفل من تطوير الثقة بالنفس في التعامل مع عالم أكبر، وتعريض الأطفال لأشياء جديدة يعلمهم أنه مهما بدا الأمر مخيفًا ومختلفًا، فيمكنهم التغلب عليه.

ـ تعليمهم ما نعرف أن نقوم به

أنتم أبطال لأطفالكم – على الأقل حتى يصبحون في سن المراهقة، فاستخدموا تلك القوة لتعليمهم ما تعرفونه عن كيفية التفكير والتصرف والتحدث، وكن مثالًا جيدًا، ونموذجًا يحتذى به، فمراقبة الأطفال لنجاحك سيساعدهم على أن يكونوا أكثر ثقة بأنهم يستطيعون أن يفعلوا نفس الشيء.

ـ عدم إخبارهم عندما تكون قلقين بشأنهم

إن قلق الوالدين غالباً ما يفسره الأطفال على أنه عدم الثقة فيهم، وتعبيركم عن الثقة في أطفالكم يولد ثقة الطفل بنفسه.

ـ مدحهم عندما يتعاملون مع الشدائد

الحياة ليست عادلة، وهي حقيقة صعبة، ومن ثم يتعين على كل طفل أن يتعلم ذلك في مرحلة ما، وتأتي الفرصة عندما يواجهون صعوبات، حيث يمكنك حينها أن توضح لهم كيف أن تحملهم لهذه التحديات سيزيد من مرونتهم، ومن المهم تذكيرهم أن كل طريق إلى النجاح مليء بالنكسات.

ـ تقديم المساعدة والدعم من دون مبالغة

إعطاء الكثير من المساعدات يمكن أن يقلل من قدرة الطفل على المساعدة الذاتية؛ فيجب الحرص على أن تكون المساعدة المقدمة لهم مشروطة بمساعدتهم لأنفسهم أولاً، مما يساعدهم على بناء الثقة في أنفسهم.

ـ مدح شجاعتهم في تجربة شيء جديد

سواء كان ذلك في سفر لفريق كرة السلة الذي يشاركون فيه أو مشاركتهم في أول دوري، حيث يجب على الآباء الثناء على أطفالهم عند تجربة أشياء جديدة، ويمكن للآباء استخدام عبارات بسيطة مثل أنت شجاع لتجرب هذا، وأعلم أن الراحة تأتي من التمسك بالأمر المألوف؛ والشجاعة مطلوبة للتجرؤ على الأشياء الجديدة والمختلفة.

ـ عدم السماح للأطفال بالهروب من الواقع بقضاء جل أوقاتهم على شبكة الإنترنت

عدم السماح للأطفال بالاختباء خلف شاشة الحاسوب أو الهاتف الذكي، وبدلاً من ذلك، شجعوهم على التفاعل مع أناس حقيقيين في العالم الحقيقي؛ فرغم أهمية الثقة في العالم الافتراضي فإنها لا تجلب نفس الثقة في العالم الحقيقي.

ـ الحزم، من دون شدة القسوة أو الصرامة

عندما يكون الوالدان أكثر صرامة أو إلحاحا، يمكن لذلك أن يؤدي لتقليل ثقة الأطفال بأنفسهم وبالتالي في توجيه ذواتهم. فالاعتماد على ما يقال يمكن أن يمنع الطفل من التصرف بجرأة.

التعليقات مغلقة.