كيف صار بنكيران نقطة ضعف “البيجيدي”

أحمد عصيد

يعكس خطاب عبد الإله بنكيران وضعية من يغرق، ويريد أن يجرّ معه الجميع إلى قعر المياه، فالرجل وهو خارج المؤسسات يزعجه أن يظل غيره داخلها، ولكي يخفي حقيقة مشكلته يحاول أن يوهم الناس بأنه يناضل من أجل “المبادئ”، التي هي في الحقيقة جملة أوهام إخوانية لا تصلح لتسيير الدولة ولا لتدبير شؤونها المستعصية.

يعرف الجميع بأن بنكيران لو ظل رئيسا للحكومة لكان أول من سارع إلى تبني القانون الإطار الخاص بالتعليم والدفاع عنه وضرب الطاولة من أجل تمريره، إذ يكفي أن يعرف ما تريده الهيآت العليا ليسارع بتبنيه حفاظا على مقعده، هذا ما فعله في موضوع التقاعد والتشغيل بالتعاقد وصندوق المقاصة وأسعار المحروقات وغيرها من الملفات التي تجنبتها الكثير من الحكومات السابقة واستطاع هو تمريرها رغم أنف مئات آلاف المتظاهرين الذين ملئوا الشوارع طوال مدة حكومته.

جميع المؤشرات تشير إلى أن السلطة لم تعد ترغب في تواجد حزب “العدالة والتنمية” داخل الإدارة المغربية، فهو حزب له مشروعه الخاص الذي لا يمكن أن يبلغه بدون إضعاف الملكية، وبدون توسيع لوبياته ومافياته المختلفة داخل دواليب الدولة، وقد أدركت السلطة بأن بنكيران يعدّ اليوم نقطة ضعف البيجيدي، فبسبب أنانيته وتضخم شعوره بالمظلومية يمكن له الإسهام في إضعاف حزب المصباح وتقسيمه، وهو يقوم بذلك بشكل يومي وشبه هستيري يجعله يؤدي مهمته على أحسن وجه دون أن يشعر بذلك.

التعليقات مغلقة.