متابعة قضاة الرأي تأديبيا يثير غضب القضاة والنادي يقرر المؤازرة.

محمد حميمداني

استدعى المجلس الأعلى للسلطة القضائية مجموعة من قضاة الرأي للمثول أمام المجلس التأديبي الذي سيعقد للنظر في قضية متعلقة بالتعبير عن الرأي عبر وسائط التواصل الاجتماعي، في إطار ما أصبح يعرف إعلاميا بقضية قضاة الرأي.

قرار المثول أمام المجلس اتخذ عقب نشر قضاة الرأي تدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل آراءهم و وجهات نظرهم الشخصية.

وفي هذا السياق، تم استدعاء كل من “عبد الرزاق الجباري”، الكاتب العام ل “نادي قضاة المغرب”، و”إدريس معطى الله”، عضو المجلس الوطني للنادي للمثول أمام المجلس التأديبي خلال الجلسة التي سيتم عقدها يوم 2 مارس القادم، فيما سيمثل باقي قضاة الرأي أمام نفس الهيئة لاحقا، و هم كل من “عفيف البقالي”، رئيس المكتب الجهوي للنادي بمدينة العيون، و”فتح الله الحمداني”، العضو بالنادي.

وكرد على هذا القرار، سيعقد المكتب التنفيذي لنادي قضاة المغرب اجتماعا لدراسة حيثيات المتابعة وسبل الرد القانوني عليها، وتعيين هيئة الدفاع المساندة لقضاة الرأي وفق ما تنص عليه المادة 94 من القانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية.

نادي قضاة المغرب عبر عن أسفه من هذا المسار القانوني الذي سار عليه الملف، حيث قال “عبد اللطيف الشنتوف” رئيس النادي، في تدوينة له عبر وسائط التواصل الاجتماعي، “للأسف، كنا نود أن ينتهي هذا الملف و معه ملف الزملاء على خلفية ممارسة حرية التعبير من دون أن يصل للمحاكمات التأديبية و آثارها، لأن هذه المواضيع يجب أن يؤطر بحلول أخرى ليس من بينها التأديب”.
وأشار رئيس النادي، إلى أن النادي سيواصل الدفاع عن القضاء والقضاة، وعن حق القضاة في ممارسة كافة حقوقهم المنصوص عليها في القوانين التنظيمية للسلطة القضائية، وفي مقدمتها ممارسة حرية التعبير، وأنه سوف يقوم بالدفاع القانوني عن القضاة المحالين وفق ما ستقرره أجهزة نادي قضاة المغرب.

متابعة قضاة الرأي أثار موجة غضب لدى الجسم القضائي، الذين اعتبروا التعبير عن الرأي حقا دستوريا، فضلا عن كون التدوينات موضوع المتابعة تعود لشهر غشت من سنة 2018 ، متسائلين عن توقيت المتابعة، وإن كان لها علاقة بالانتخابات المقبلة للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي يصل سنته الأخيرة، والتي ستجرى أواخر شهر شتنبر المقبل.

وكان نادي قضاة المغرب خلال شهر دجنبر من السنة الماضية، وعقب اجتماع عاجل لمكتبه التنفيذي ، عقد على خلفية إحالة القضاة الأربعة، الأعضاء في النادي ، على المجلس التأديبي، قد اعتبر أن هاته المتابعات “متعلقة بالرأي” وأنها تأتي على خلفية “تدوينات فيسبوكية تعود إلى سنتين، و جرى الاستماع إليهم بخصوصها أمام المفتشية العامة”.