مؤتمر البيجيدي الاستثنائي ما بين الترميم أو الانشقاق

محمد حميمداني

 

يعقد حزب العدالة و التنمية المغربي الحاكم ، السبت و الأحد ، اجتماعا استثنائيا للمجلس الوطني للحزب ، بالمقر المركزي بالرباط ، و ذلك للمناقشة و المصادقة على مشاريع مساطر اختيار مرشحي الحزب لانتخابات 2021 .

 

إدريس الأزمي ، رئيس المجلس الوطني لحزب المصباح ، أشار في تصريح لقناة الحزب ، أن الدورة الاستثنائية للحزب مخصصة لمناقشة مسطرتين “مسطرة اختيار مرشحي الحزب للانتخابات التشريعية و الانتخابات المتعلقة بالجماعات الترابية” و “مسطرة اختيار مرشحي الحزب للانتخابات المهنية”  .

 

و أضاف “الأزمي” أن عملية الاختيار ستتم على مرحلتين (الترشيح و التزكية) من خلال لجان سيتم تحديدها محليا و إقليميا و جهويا و وطنيا . 


و ياتي انعقاد هذا الاجتماع الاستثنائي (برلمان الحزب) في ظل وضع المخاض الذي يعيشه الحزب  ، نتيجة الخلافات الداخلية الحادة داخل دواليبه و الانتقادات الموسعة التي تتعرض لها قيادة الحزب بشأن طريقة إدارتها و تعاملها مع “الإرتدادات” التي تطال الحزب ، بعد توقيع اتفاق استئناف العلاقات مع الاحتلال الصهيوني ، و توقيع الأمين العام للحزب “سعد الدين العثماني” ، في 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي ، على اتفاق استئناف هاته العلاقات مع هذا الكيان الغاصب ، و إقرار الحكومة لقوننة القنب الهندي و هو ما عمق جراح الانقسامات داخل الحزب ، الأمر الذي دفع رئيس المجلس الوطني ، “إدريس الأزمي الإدريسي” ، إلى تقديم استقالته من منصبه ، ومن عضوية الأمانة العامة ، إضافة إلى رئيس الحكومة السابق “عبد الإله بنكيران” الذي هدد بالاستقالة من الحزب في حال تصديق برلمانيي الحزب على المشروع ، إضافة إلى قانون الفرنسة .

 

و هو الوضع الذي سيطغى على هاته الدورة أمام الانقسامات الحادة التي من الممكن أن تعصف بوحدة الحزب التنظيمية ، ما لم يستطع الاجتماع تسوية هاته الخلافات الداخلية .

 

و تأتي أيضا في ظل الشرخ الذي يعرفه التحالف الحكومي مع تصويت أحزاب من الأغلبية على القوانين المتعلقة بتعديل القاسم الانتخابي ، أمام مجلسي النواب و المستشارين .

 

متابعون أقروا بصعوبة المرحلة التي ينعقد فيها الاجتماع ، مؤكدين أنه من الممكن أن يتحول إلى مساءلة للأمانة العامة و وزراء الحكومة ، و قد يؤدي إلى إعادة طرح مقترح عقد مؤتمر استثنائي لتغيير القيادة الحالية ، قبيل الانتخابات ، و هو موقف يبقى ضعيفا مع هيمنة “تيار” الأمين العام “سعد الدين العثماني” على المجلس ، إضافة إلى الصعوبات اللوجستيكية المرتبطة بإعداد عقد مؤتمر على بعد أشهر قليلة من الانتخابات .

 

متتبعون يرون أن أمام الحزب خيارين ، الأول يتمثل في إمكانية ترميم الصفوف و إحداث نقلة ديمقراطية داخلية و تقوية استقلالية الحزب ، و الثانية في تعرض الحزب للانشقاق إذا ما تم تهميش الأصوات المعترضة و القوية .

 

التعليقات مغلقة.