المخرج المسرحي أمين ناسور‎ لا يمكننا أن نخلق فرجة مسرحية من دون سند أدبي و فكري متين

عزيز مفضال

المخرج أمين ناسور ليس مجرد إسم في عالم الإخراج المسرحي والدرامي، فهو قبل كل شيء أحد المثقفين من ذوي الرؤية الدقيقة والوعي الحاد بالمسألة الثقافية في المغرب.

 

المخرج أمين ناسور لا يتوقف عند الصعوبات التي تعترضه، بل يزيح جانباً كل ما من شأن أن يؤدي إلى عرقلة العمل وتواصل رسالته واستمرارها، كما يدفعه إصراره على إنجاز العمل أحياناً إلى التخلّي عما يعتبره آخرون من الضروريات.

 

في البدء نرحب بكم في جريدة أصوات، وبشكل شخصي أنا سعيد جدا بأن ألتقيك على هذه المساحة، واليوم نتمنى أن نكون جسرا نصل بينكم وبين المهتمين بعالم المسرح والكتابة، ولكن نحاول أن نجعل الأسئلة أكثر مرونة بحيث تفيد المثقفين والكتاب من المهتمين والمتابعين لحركة الأدب والمسرح والمعنين بذلك.

حوار خاص مع المخرج المسرحي أمين ناسور (1)
حوار خاص مع المخرج المسرحي أمين ناسور (1)

 

في البدء نريد أن تخبرنا كيف ولد عرض مسرحية “الفيشطة” وما هي فكرته؟

 

عرض “الفيشطة” عمل مختبري مسرحي لفرقة “آرتيليلي” اجتمع حوله مجموعة من الفنانين من مختلف التخصصات الفنية وقد اشتغلنا فيه على فن العيطة كتراث لا مادي مغربي أصيل، لنخرج للخشبة عرض ينتمي لمسرح المنوعات (ميوزيك هول ) بسمات مغربية معاصرة.

ما هي الرسالة التي تريد إيصالها عبر “الفيشطة”؟

 

ليست هناك رسالة معينة في مسرحية “الفيشطة” بقدر ما هي إشارات متعددة، ففيها ما هو فني من خلال الاشتغال على فن العيطة بطريقة جديدة ومزجه بفنون أخرى وخلق فرجة مسرحية متنوعة وبطرح جمالي مختلف، و ما هو سياسي اجتماعي لأترك للجمهور هامش التعرف عليه خلال مشاهدته للعرض.

حسب رأيك هل مساحة الإبداع في هذه المسرحية كانت مكبلة؟

 

بالعكس تماما لم تكن هناك أي قيود مفروضة في مساحة إبداع عرض “الفيشطة”، إلا التزامنا بالنمط التراثي الذي قررنا الإشتغال عليه و كذلك حرصنا على نسج حبكة درامية وفية للطرح الجمالي والأسلوب الفني المختار للعرض، و شخصيا كمخرج لدي إيمان راسخ أن المسرح عمل جماعي يجب أن يساهم كل ذي تخصص من موقعه في الاقتراح وتطوير وتجويد العمل وفق رؤية إخراجية واضحة وتترك الحيز اللازم للمصممين المسرحيين.

ناقش العديد من الأدباء والنقاد فكرة الهدف الذي يصبو إليه الأدب الشعبي هل هي للمتعة فقط أم المتعة والفائدة معا؟ وهل يمكن للأدب أن يكون غاية في نفسه وأيهما يجب أن يكون الأعلى قيمة في النص الأدبي أو العرض المسرحي؟

الأدب أدب و العرض والفرجة شئ آخر لكل مقوماته وأسسه التي يجب أن نعرف حدودها ونقط الالتقاء بينها أيضا، أحيانا نجد عروض موغلة في الطرح الأدبي وتفقد عنصر الفرجة التي هي أساس مهم في المسرح والعكس أيضا مهم، لا يمكننا أن نخلق فرجة مسرحية من دون سند أدبي وفكري مثين…، بمعنى آخر يجب خلق توازن بين الفكري والفرجوي لكي يكون العرض وفي لفن المسرح.

عندما نقارن المسرحيات التاريخية والتراثية بغيرها نجد ان للمسرحية التاريخية وقع كبير على النفوس ويلاحظ بشكل واضح رضى الجمهور عن ذلك، فما السر وراء تفاعل جمهور المسرح مع كل ماهو كلاسيكي أكثر من ماهو معاصر؟

 

لا أتفق مع هذا الرأي، الجمهور بالنسبة لي يتفاعل مع العروض التي يستمتع فيها بصريا فكريا وحسيا كيفما كان أسلوبها أو توجهها الفني أو حتى طريقة كتابتها…، فإرادة الطرح الجمالي والمسرحي هي المحدد الأساسي لإقبال الجمهور و المهتمين على عرض من عدمه.

للإشارة فالعرض المسرحي الجديد “الفيشطة”، هو ميوزيك هول مغربي فرقة آرتيليلي للفنون، تم إنتاجه بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس، انطلاقا من نص يعتبر نتاج إقامة فنية مختبرية اشتغلت فيها الفرقة على فن العيطة المغربي بطريقة جديدة ومعاصرة، تمزج بين أصالة هذا الفن وجماليات مسرحية متنوعة.

يؤدي أدوار المسرحية كل من الفنانة مريم الزعيمي، الفنانة السعدية لاديب، الفنان كمال الكاضمي والفنان فريد الركراكي، وعهد بتصميم الموسيقى للفنان ياسر الترجماني، مع عزف وأداء عبد الكريم شبوبا، وقد صمم رقصات العرض الكوريغراف زكريا بنان رفقة شرف الناجي، وشارك في أداء الرقصات كل من هاجر الزهري وزينب بوزوبع، فيما صممت الملابس الفنانة أسماء هموش، وقام بتصميم الإضاءة عبد الرزاق أيت باها، كما تكلف بتصميم السينوغرافيا الفنان طارق الربح، أما الدراماتورجيا والإخراج فهما من توقيع الفنان أمين ناسور.

التعليقات مغلقة.