أي التفات لأرشيف خزانة تازة السلطانية في ورش ترميم الجامع الأعظم؟

عبد السلام انويكًة

ما هو شاهد من أرشيف عتيق بخزانات كانت بإشعاع متميز منذ العصر الوسيط، يظهر بشكل جلي ما كان عليه مغرب أمس من فعل وأثر فكري انساني حضاري؛ خزانات سواء من حيث إحداثها ومحتوياتها أو درجة العناية بها، شكلت مرافق بمكانة خاصة في تجاربِ من تعاقب على حكم البلاد من كيانات سياسية، فضلا عما تعنيه من مظهر استقرار وازدهار ورمزية تمدن وتميز عمارة تنافس على تشييدها السلاطين.

 

 

وعليه، فما تقاسمه المغرب من خزانات هنا وهناك بقدر ما هو شاهد مادي ولا مادي على ما طبع البلاد من تحولات على امتداد فترات، بقدر ما يعكس عمق ثقافة وعلماء وأعلام واشعاع، نظرا لِما هو كائن من اشارات حولها منذ تأسيس الدولة المغربية.

 

أي التفات لأرشيف خزانة تازة السلطانية في ورش ترميم الجامع الأعظم؟
المسجد الأعظم بتازة (1)

 

ولعل الحديث عن خزانات مغرب أمس العتيقة، هو إثارة لتاريخ ثقافي بقدر اتساعه وغنى احالاته، بقدر حاجته لمزيد من التفات دارسين وعنايتهم من أجل نصوص أفيد.

 

 

وكان أحمد شوقي بنبين قد أورد في مؤلفه”تاريخ الخزانات بالمغرب”، أن انفتاح وتكامل هذه الأخيرة حصل مع فترة بني مرين التي طبعها ازدهار علمي خاص، مع ما سُجل من فترات تراجع في ديناميتها عند نشأة دولة ونهاية أخرى، عِلماً أن الخزانات كباقي المؤسسات الأخرى كانت تتأثر بكل متغير عام في البلاد.

 

 

مع أهمية الاشارة هنا الى أن الخزانة العلمية المغربية شهدت أوجها خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وارتبط انطلاقها بفترة ازدهار علمي سمح بعلماء كبار وخزانات بجميع جهات البلاد، على مستوى جوامع ومدارس وزوايا كانت بفضل في حماية جزء هام من تراث البلاد اللامادي.

 

 

إشارات ارتأينا على ايقاعها تسليط بعض الضوء على واحدة من خزانات مدن المغرب العتيقة التي تعود للعصر الوسيط، ويتعلق الأمر بخزانة جامع تازة الأعظم ذات المكانة الخاصة في هويةالمدينة، وهو ما يظهر جلياً من خلال جملة علامات مفسرة.

 

 

أولا: أصالة تازة وقدم تعميرها وبالتالي ما هناك من إرث مادي علمي لا يزال قائماً شاهداً، وهو يهم عدداً من المدارس التي جمعت في أدوارها بين المعرفة واستقبال واقامة الطلبة ثم الدرس والاجتهاد.

 

 

ثانيا: شبكة أضرحة علماء وأعلام تتوزع على مجال تازة العتيق ومحيط أسوارها وأرياف جوارها، ومن أضرحة هؤلاء العلماء ايضا من توجد بمدينة فاس بحكم ما طبع علاقة المدينتين من قرب وتواصل منذ العصر الوسيط. بل نجد أضرحة علماء تازيين بمدن مغاربية بكل من الجزائر وتونس وليبيا وبعيداً حتى بمصر.

 

 

ثالثا: خزانة علمية برصيد وثائقي هام سواده الأعظم ضاع مع الزمن لأسباب عدة، خزانة بقدر ما هي عليه من رمزية تجاه ماضي تازة العلمي بقدر ما تحتويه من وثائق ومخطوطات على درجة من الأهمية، للنبش فيما كان عليه حال عِلمٍ وأحوال وتفاعل علماء.

 

 

وإذا كان أكثر ما تم تداوله حول موضوع الخزانات التاريخية بالمغرب، قد اقتصر على كرونولوجيا ذات علاقة بأسر حاكمة وتجارب سياسية، فإن مساءلة محتوى ودور هذه المرافق المعرفي والإشعاعي يبقى جديراً بالاهتمام، خاصة وأن هذه الخزانات كانت بأثر فيما عرفه المجتمع المغربي من تحولات، بل شاهدة على ما طبع بعض مدن البلاد من فكر وثقافة خلال هذه الفترة كما الشأن بالنسبة لتازة.

 

 

ويتبين من خلال النصوص أن مغرب العصر الوسيط المريني كان يقوم على جهات كبرى، فإلى جانب مراكش وسجلماسة وسلا ومكناس وفاس ودرعة ودكالة كانت هناك جهة تازة.

 

 

والثابت أن فترة حكم بني مرين كانت بعمارة هامة توجهت لتشييد مدارس لم تكن تقتصر على جهة دون أخرى، لدرجة أننا نجد مدرسة أو اثنتان في كل مدينة من مدن المغرب آنذاك، وهذه المرافق العلمية كانت توجد تحت اشراف سلطة الدولة.

 

 

وكما هو غير خاف عن الدارسين والمؤرخين فقد تميز بنو مرين عن غيرهم ممن حكم المغرب من الأسر خلال هذه الفترة، بما أولوه من عناية للعلم والعلماء وما أحاطوا به المؤسسات العلمية من مكانة خاصة.

 

 

وليس صدفة أن يؤلف على عهدهم أول تاريخ عام للبلاد “الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس لـ”ابن ابي زرع، و”الذخيرة السنية” لمجهول و”روضة النسرين” لابن الأحمر و”المسند الصحيح”لابن مرزوق و”الحلل الموشية “لابن السماك، بل خلال هذه الفترة تم تدوين أشهر الرحلات المغربية كرحلة ابن بطوطة.

 

 

وعليه، فإن ما توجه به بنو مرين من رعاية للعلوم والعلماء، كان وراء نهضة سمحت ببروز رجالات علم وفقهاء ومؤرخين وغيرهم.

 

 

ومعروف أنه لما وصل بنو مرين لحكم المغرب أعادوا له مذهبه الرسمي المالكي، وعملوا على توطيده وتقويته، وبمجرد انهائهم لتجربة الموحدين منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، استعادت فاس موقعها السياسي عندما تم اختيارها عاصمة، لِما كان لها من امتداد فكري وروحي وعلمي، علما أن ما أحيطت به فاس من عناية مرينية كان بأثر على جوارها، وعليه بحكم قربها وموقعها وتفاعلها شهدت تازة عناية خاصة خلال هذه الفترة.

 

 

كما أنه على إثر ما طبع فاس من أوراش عمرانية علمية ودينية، توجه بنو مرين لإبراز أهمية باقي المدن لكسب تعاطف الرعية، وهكذا أقدم ابو يعقوب يوسف المريني بتوسيع جامع تازة الأعظم.

 

 

وفي إطار عناية بني مرين بتازة تم بها بناء عدة مرافق دينية واجتماعية، جمعت بين مساجد ومدارس وزوايا وحمامات وفنادق وغيرها وكانت المدينة وجهة لإقامة ملوكهم لبعض الوقت، بل خلال هذه الفترة اتسعت تازة لتظهر عامرة بمنشآت خاصة بعدما أحدث بها أبو يعقوب يوسف ما أحدث من عمارة دينية وسياسية رمزية، وما أغنى به أبي الحسن المريني وابنه ابي عنان المدينة من مدارس، ولعل وما أورده الحسن الوزان حول تازة هو بإشارات هامة عند اعترافه بمكانة المدينة العلمية، مشيراُ الى أنها تحتل الدرجة الثالثة في المملكة من حيث المكانة والحضارة وأن بها جامعا أكبر من جامع فاس وثلاث مدارس، وتازة لم تكن فقط إسماً لمدينة بل وجهة للتلقي ولحركية علماء وفقهاء ومتصوفة لفترات، وعليه فقد انجبت رجال فكر وفقه وأدب وقراءات…، كانت لهم مواقفهم في بناء المغرب والحفاظ على استقراره، ونماءه ووحدته الروحية.

 

 

وقد تميزت المدن المغربية العتيقة خلال هذه الفترة بتعدد منشآتها الفكرية، فإلى جانب المدارس والجوامع هناك الخزانات العلمية التي جمعت بين الوظيفة العلمية والدينية، لدرجة أن من الدارسين من اعتبروا اختطاط وإحداث هذه الأخيرة، كان عنواناً لدرجة تمدن وشاهداً من شواهد اشعاع علمي، ولعل الخزانات الموقوفة على الجوامع دليل على ازدهار الفكر ومعه الإقبال على المعرفة في مغرب بني مرين بشكل فاق زمن الموحدين.

 

 

وكانت هذه الخزانات بأثر فيما شهدته فترة بني مرين من تراكمات شملت كل الاهتمامات الأدبية والعلمية مستمدة أهميتها ومركزها من عناية السلاطين بها. فضلا عما كانت تحتويه من ذخيرة كان لها دورها في ما عرفه مغرب العصر الوسيط من اشعاع.

 

 

وخزانة تازة التي تم انشاءها لحفظ كتاب “الشفا” للقاضي عياض، لا تقل أهمية عن مثيلاتها في باقي المناطق والمدن الأخرى تلك التي لاتزال قبلة لباحثين في التراث والتاريخ وباقي العلوم الإنسانية الأخرى، كما حال القرويين بفاس وتامكروت ومكناس وزرهون ووزان وتطوان ومراكش.

 

ولعل خزانة تازة المرينية واحدة من أقدم خزانات المغرب والغرب الاسلامي، والتي جعلت المدينة واحدة من مراكز المخطوطات التي كانت ولا تزال قبلة للدارسين والباحثين.

 

 

ويسجل أن المغرب يتوفر على ثلاثة عشرة خزانة وقفية عتيقة ثلاثة منها أنشأت خلال زمن بني مرين واحدة منها بتازة، من جملة ما تحتوي عليه كتب تفسير وحديث وفقه وتاريخ وفلك ورياضيات وتصوف. فضلا عن وثائق ورسائل موحدية أصيلة في مجملها للمهدي بن تومرت نشر البعض منها في كتاب “أعز ما يطلب”، وجزء هام من الذخيرة التي كانت تحفظها هذه الخزانة ضاع مع الزمن لأسباب عدة ومتداخلة حيث التلاشي والتلف الناتج عن التقادم والبرودة، وقد يكون حصل هذا أيضاً خلال فترة الحماية الفرنسية على المغرب وقبلها منذ بداية التوغل الاستعماري في المنطقة، وقد تكون هذه الخزانة تعرضت لنزيف في محتوياتها من قِبل من كان مسؤولاً عنها خوفا من ضياعها، أو من قِبل قوات استعمارية لجعل ذخيرتها رهن إشارة ضباطها الذين تعاقبوا على المنطقة.

 

 

وقد ورد حول أحداث تازة الدامية لتي عرفتها المدينة مطلع القرن الماضي زمن حركة ما يعرف بالفقيه الزرهوني، أن الجيش غير النظامي عندما دخل المدينة لم تسلم من نهبه حتى كتب هذه الخزانة العلمية بالجامع الاعظم.

 

 

وهناك إشارات هنا وهناك بدراسات وأبحاث حول أن خزانة تازة العلمية المرينية هذه، كانت تتوفر على حوالي عشرة آلاف مخطوط (مجلد) لم يتبق منها سوى حوالي سبع مائة مخطوط، وفي وضعية تجمع بين المبتور والمتلاشي والقابل للقراءة.

 

 

وما يدل على غنى وتباين ذخيرة هذه الخزانة كونها كانت تحتوي على أسطرلاب قد يكون ضاع خلال سنوات احتلال المدينة من قبل القوات الفرنسية.

 

 

ولعل هذه الآلة الفلكية دليل على درجة العناية بهذا العلم محلياً، ما تتحدث عنه مخطوطات منها “ذكر آلات الأسطرلاب والأسماء الواقفة عليها”و”روضة الأزهار في علم وقت الليل والنهار”و”العمل في الأسطرلاب” و”اليواقيت في المنتقى من علم المواقيت.”

 

 

ومن خلال الفهرسة التي نشرتها وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية، ولعلها دراسة ببليوغرافية ومعها تلك التي أعدها الفقيه محمد المنوني في سبعينات القرن الماضي حول مخطوطات هذه الخزانة.

 

 

من خلال هذه الفهرسة تظهر جلية القيمة العلمية والمكانة الفكرية التي كانت عليها تازة خلال فترة المرينيين.

 

 

فإلى جانب كتب الفقه كانت العناية بعلوم الطب والحساب والفلك.. مع أهمية الإشارة الى غلبة مؤلفات ذات طابع ديني، وهو ما يفسر كون هذه الخزانة كانت توجد بقلب الجامع تازة الأعظم، مع أهمية الاشارة الى أن خزانة تازة  المرينية هذه تشكل واحدة من تحف البلاد والمنارات الاسلامية الأصيلة، التي تعود نشأتها لفترة ذهبية من تاريخ المدينة خلال العصر الوسيط.

 

 

ولعل فضل إحداث هذه الخزانة يعود للسلطان المريني فارس المتوكل أواسط القرن الثامن الهجري.

 

 

وخزانة تازة المرينية هذه، من المرافق الملحقة بجامع المدينة الأعظم من جهة القبلة، وقد كانت لفترة في بيت المواقيت أسفل الصومعة والذي كان يستوعبها قبل مكانها الحالي المضاف حديثاً.

 

 

وللإشارة فهذه المعلمة العلمية كانت مصدر معرفة واجتهاد عدد من الأدباء والمؤرخين والفقهاء والمستكشفين منهم نذكر لـ”لسان الدين بن الخطيب”، ابن خلدون”، “الحسن الوزان”، “الونشريسي”، ثم أبي القاسم الزياني”الذي كان واليا للسلطان محمد بن عبد الله على تازة وواحداً من كتبته الأكفاء.

 

 

وينضاف لهؤلاء  مثلا “محمد الحسن الحجوي”، “المختار السوسي”، “محمد المنوني”، وخلال العقود الأخيرة من الباحثين المغاربة والأجانب عدد معبر ممن قصد  واعتمد ذخيرة هذه المعلمة المغربية العلمية التراثية بتازة، لبلوغ هواجسهم المعرفية البحثية وإعداد دراساتهم وأطروحاتهم الجامعية.

 

 

ومن جملة ما يمكن تسجيله حول وثائق هذه الخزانة ومحفوظاتها كونها خضعت لأسلوب وقف وتحبيس، علما أن الفقه يشكل المادة الأكثر حضوراً بها يليه الحديث ثم المصاحف.

 

 

وممن كان لهم فضل إغناء هذه المعلمة العلمية بالمؤلفات، نذكر أبي فارس عبد العزيز المريني وعبد الحق بن سعيد المريني الذي كان آخر ملوك بني مرين وأطولهم عهداً، بحيث كان يحكم تحت وصاية النفود الوطاسي وهو لايزال صغير السن.

 

 

ونجد كذلك سلاطين علويين منهم: المولى الرشيد ومحمد بن عبد الله والخليفة علي بن عبد الله والمولى سليمان.

 

 

ومن المؤرخين محمد بن على عجور التزاني وعن المخزن مزيان بنعمرالمكناسي وعزوز البرنوصي وعبد الله الزياني، ومن الناسخين للكتب نجد الماحي بن عبد الله البرنوصي، ومن نظار الأوقاف نجد ناظر أحباس تازة، ومن الخطباء نجد أحمد بن علي بن عيسى ومن الطلبة نجد بردلة العامري ومن التجار نجد الحسن بن احمد الصنهاجي، هذا فضلا عن قضاة كانوا مقيمين بتازة ونساء منه فاطمة بنت الحاج عبد القادر الجزنائي ومريم بنت خالد على احمد الهاشمي ويطو بنت الشريف الهاشمي المراحي.

 

 

ومن نماذج المخطوطات التي توجد خزانة جامع تازة الأعظم، نجد”شرح حزب البحر للشاذلي”، “النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية” لأحمد زروق دفين مصراتة. وللشيخ ابن يجبش مخطوط “إرشاد المسافر للربح الوافر”، وهناك كتاب “روض القرطاس” وهو مبتور لمؤلفه ابن ابي زرع، وللقاضي عياض نجد نسخاً من كتاب “الشفا في التعريف بحقوق المصطفى”، منها من يحتوي إشهاداً سلطانياً مرينياً بالتحبيس على جامع المدينة الأعظم.

 

 

وللبوصري نجد مؤلف “البردة”وهو في حالة رديئة بسبب التلاشي وللونشريسي نجد مؤلف “ايضاح المسالك في قواعد الإمام ابي عبد الله مالك.

 

 

وتشهد المصادر التاريخية ومعها مراجع على قدر كبير من القيمة العلمية، على ما بلغته تازة من اشعاع فكري زمن بني مرين. والحديث عن العمارة العلمية والتربوية كما الخزانة المرينية بتازة، هذا إرث رمزي مادي ولا مادي وهوية وذاكرة، إرث يشهد على معارف وتحولات وأنماط حياة عبر الزمن.

 

 

وبما أن تراثنا بمثابة مستودع يختزن علامات وتجارب السلف، فهو جدير بالاهتمام والدراسة والاستثمار لبناء ثقافة حديثة تجعل من سابقها شجرة ممتدة تجاه الآن والنحن والقادم من الزمن والانسان.

 

 

والحديث عن التراث بقدر تشعبه بقدر تباين الرأي حوله، وهو ما يحتاج لانفتاح عليه عبر دراسات علمية أكثر شمولية وعمقا، باعتباره جزء من حضارة وثقافة وتاريخ وانسانية انسان.

 

 

وما دام أن جامع تازة الأعظم الموحدي المريني يوجد على ايقاع عمل ترميم شامل منذ حوالي السنتين، نعتقد أنها مناسبة لأخذ واقع وذخيرة خزانته السلطانية العتيقة بعين الاعتبار، لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان ورد الاعتبار لرمزيتها الحضارية التاريخية، فضلا عما ينبغي من بعد ودور وظيفي لهذه الخزانة في علاقتها بمجال البحث العلمي الانساني الحضاري.

 

 

ولعل هذا وذاك من التطلع يقتضي اجراءات عملية منها، أولا: امكانية نقلها من مكانها الحالي وهو مكان بشروط حفظ غير مناسبة، صوب بناية تاريخية مقابلة لباب الجامع الأعظم الرئيسي، وهي بناية آيلة للسقوط كانت في إقامة لطلبة نفس الجامع زمن السلطان محمد بن عبد الله.

 

 

مع أهمية الاشارة الى أن عملية نقل هذه الخزانة لحفظ ما تبقى بها من أرشيف مخطوط ووثائق وغيرها، لا يمكن أن تتم دون ترميم شامل لهذه البناية التي لم يتبق منها سوى أسوار محيطة مثبتة بأعمدة لولاها لكانت انتهت منذ سنوات.

 

 

وثانيا: ما ينبغي من ترميم تقني علمي لذخيرة هذه الخزانة وفق ما شمل مثلا خزانة جامع القرويين، وعيا بما توجد عليه من وضع صعب وتلاشي وتآكل لعوامل يعرفها أهل الشأن من المختصين الارشيفيين، فضلا عن رقمنتها أو على الأقل رقمنة المهم منها والنادر حفظاً لإرث بات إذا استمر الحال على ما هو عليه مهددا بضياع حقيقي، ومن ثمة ما قد يجعل هذا الارث الرمزي الوطني وهذا الأرشيف العتيق الرمزي التازي في خبر كان.

 

عضو مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث

التعليقات مغلقة.