أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

انتقادات لضعف الاعتماد على الأبحاث الأثرية في كتابة التاريخ المغربي

جريدة أصوات

 

في محاضرة نظمها المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، أمس الخميس بالرباط، وجه الباحث عبد الجليل بوزوكار، من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، نقدًا لاذعًا لضعف تضمين الاكتشافات الأثرية في المناهج الدراسية، مؤكدًا على ضرورة إعطاء الوثائق الأثرية المكانة التي تستحقها في كتابة التاريخ وتطوير المقررات التعليمية.

واستنكر بوزوكار غياب العدالة المجالية في التطرق للتراث الثقافي، مضيفًا أن التاريخ ينبغي أن يُعرض ويتناول بكامل أجزائه، مهما كانت إجابياته أو مساوئه، لأن إخفاء الحقيقة يؤدى إلى صدمات مستقبلية تعيق فهمنا للهوية والتراث. وأشار إلى أن بداية النقاش الداخلي حول تكييف المقاربة الأركيولوجية في المغرب كانت منذ عام 1993، مع استحضاره لمساهمات عالمة الآثار الراحلة جوديا حصار بنسليمان.

ودافع الخبير عن النهج العلمي، مؤكدًا أن علم الآثار يتطلب وقتًا وجهودًا وموارد مالية ضخمة، مستعرضًا مثال اكتشاف جمجمة أقدم إنسان عاقل في جبل إيغود، والذي مر عبر مراحل بحث طويلة من الستينيات وحتى 2017، مبرزًا تراكم النتائج العلمية التي لم تجد صدى كافيًا في الكتابات التاريخية.

وتساءل بوزوكار عما إذا كان هذا الاندماج بين الاكتشافات الأثرية والتاريخ لما يُقدم في المقررات، يعود إلى خطأ في المعالجة من قبل المؤرخين أو وضعية البرامج الدراسية، مشددًا على أهمية التركيز على التاريخ المحلي والجهوي قبل التوجه إلى التاريخ الشامل، مع الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة لتعزيز البحث الأركيولوجي.

وفي سياق متصل، أكد مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن الأركيولوجيا ليست مضادة لعلم التاريخ، وإنما تكملته، مشددًا على ضرورة اعتماد الدقة والوثوقية العلمية، مع الاعتراف بجوانب الظلام في النتائج، واستعانة العلوم الدقيقة مثل الفيزياء والكيمياء.

وفي الختام، أكد رحال بوبريك، مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، على أهمية التعاون العلمي واتباع التقليد العلمي المبني على الانفتاح، مع التذكير بأن الأبحاث الأثرية ساهمت بشكل كبير في كشف فصول غير معروفة من تاريخ المغرب، وأكد أن الاكتشافات المستقبلية قد تعيد النظر في المعطيات الحالية، من أجل إعادة كتابة التاريخ بشكل أكثر دقة وموضوعية

التعليقات مغلقة.