بيتكوين تتراجع تحت ضغط التصعيد العسكري الأمريكي الإيراني
جريدة أصوات
شهدت سوق العملات الرقمية موجة هبوط حادّة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع تراجع بيتكوين إلى أدنى مستوياتها منذ مطلع مايو، وذلك على خلفية تصعيد عسكري مفاجئ بين الولايات المتحدة وإيران أثار قلق المستثمرين ودفعهم إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر.
وانخفضت العملة الرقمية الأكبر في العالم إلى ما دون مستوى 99 ألف دولار، في أدنى سعر تسجّله منذ أكثر من شهر، قبل أن تستقر صباح الاثنين قرب 99,380 دولاراً، بخسارة تجاوزت 2% خلال 24 ساعة. كما تكبّد إيثريوم تراجعاً بنحو 5% ليستقر دون مستوى 2,200 دولار، في حين سجّلت عملات سولانا وريبل ودوجكوين خسائر بنسب مزدوجة، مما أدى إلى محو مليارات الدولارات من القيمة السوقية الإجمالية للقطاع.
ويرى متعاملون أن التراجع الحاد جاء نتيجة صدمة جيوسياسية مركّبة، حيث هدد الحرس الثوري الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي الذي يعبر منه نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. في المقابل، حذّر بنك “جي بي مورغان” من أن أي إغلاق كامل للمضيق قد يدفع بأسعار النفط نحو 130 دولاراً للبرميل، ما ينذر بموجة تضخمية عالمية جديدة.
تطورات الأحداث تسارعت مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تنفيذ ضربات دقيقة دمّرت ثلاث منشآت نووية إيرانية، ملوّحاً بمزيد من الهجمات “الأكبر والأكثر دقة” إذا واصلت طهران التصعيد. وردّ الحرس الثوري الإيراني بتعهد “بردود مؤلمة”، فيما حمّل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الولايات المتحدة مسؤولية “عواقب خطيرة”.
في أجواء التوترات الجيوسياسية، تتحوّل العملات المشفَّرة غالباً إلى مؤشّر سريع لقياس مزاج الأسواق، نظراً لتداولها المستمر خارج أوقات البورصات التقليدية وبعيداً عن القيود التنظيمية. ومع ذلك، فإن طبيعتها المرتبطة بسيولة عالمية حساسة تجعلها عرضة لعمليات بيع مفاجئة مع تصاعد المخاوف من التضخم أو احتمال رفع أسعار الفائدة.
ويرى مراقبون أن مسار بيتكوين سيبقى معلّقاً بأي تطورات قادمة في مضيق هرمز، فيما يراقب المستثمرون عن كثب تحرّكات السياسة النقدية الأميركية، حيث ستكون تكاليف التمويل أحد العوامل الحاسمة في تحديد درجة الإقبال على المخاطرة خلال المرحلة المقبلة.
التعليقات مغلقة.