“الموساد” مهندس التطبيع العربي مع “إسرائيل”

الكاتب والمدون المغربي : عبدالمجيد الإدريسي

لعب الموساد دورا مهما في سياسة الظل الخارجية ل”إسرائيل” مع الدول العربية، ويعتبر جهاز “الموساد” عبر رئيسه الحالي “يوسي كوهين” عراب العلاقات مع قادة عرب، ورأس حربة التطبيع، وقائد عملية تطوير هذه العلاقات وإظهارها للعلن.

 

تقوم استراتيجية التطبيع “الإسرائيلية”، على إدراك جيد للمشهد العربي الراهن، وأن شعار “السلام مقابل السلام”، ينطلق من فكرة أن “إسرائيل” هي القادرة على فرض السلام أو “الاستسلام” على الدول العربية، ودفع هذه الدول بالتالي للتسليم بالأمر الواقع، والتعامل معه لمصالحها، بما يسمح بالاستفادة أمنياً واقتصادياً من المحيط العربي، وتحسين مكانة “إسرائيل” الدولية بين الدول، دون أن تضطر إلى تقديم أية تنازلات.

 

المهام الأساسية الموكلة للموساد داخل الدول العربية، تتمثل في الإنذار حول أية أعمال أوقدرات تهيئها المقاومة، وجمع معلومات استخبارية عسكرية وسياسية في الخارج عبر التجسس على الدول والأشخاص والمنظمات والشخصيات، وإجراء أبحاث وتحاليل للمعلومات الاستخبارية.

 

كما أن “الموساد” مسؤول عمّا يعرف في “إسرائيل” بـ “الديبلوماسية السرّية”، التي تعني تأسيس العلاقات مع الدول العربية والإسلامية التي لا تقيم علاقات علنية مع “إسرائيل وإدارتها.

 

عمليات “الموساد” في الدول العربية كثيرة جدايصعب حصرها، خاصة وأن هذه العمليات لم تتوقف حتى يومنا هذا، وأن قائمة الذين سقطوا بعمليات “الموساد” أطول بكثير من أن نستطيع حصرها، لكن يتضح، أن أي مناضل فلسطيني أو عربي مهما كان القطر الذي ينتمي إليه هو هدف قائم دائما بالنسبة لجهاز الموساد الذي وبدون مبالغة يمتلك أكبر سجل إجرامي في التاريخ.

 

ينشط “الموساد” بشكل كبير ومحوري في محاولاته لبناء علاقات رسمية لدولة الاحتلال “الإسرائيلي” مع دول في المنطقة لا يوجد بينها وبين “تل أبيب” علاقات دبلوماسية رسمية، تزيد من مصالحها وتستكمل مشروعها الاستيطاني في الأراضي العربية.

 

الاختراقات التي يقوم بها “الموساد” تظهر الدور المركزي والطموحات الشخصية لرئيس الجهاز “يوسي كوهين”، حيث يحظى بتقدير السلطات العليا السياسية ، ويعتمد عليه في إنجاز الأمور، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قام كوهين بزيارات سرية عديدة لدول الخليج، وعمل على تشبيك العلاقات التي تم نسجها مع الدول العربية البراغماتية.

 

عمل خبراء السايبر والأمن “الإسرائيليين”، يجري بموافقة الجهات العليا في “إسرائيل”، بهدف تعزيز التعاون الاستخباراتي مع دول التطبيع من جهة، ولكي يبقى هؤلاء الخبراء عيناً لـ “إسرائيل” لتزويدها بمعلومات تجسسية، حتى لو أعلنوا قطع علاقاتهم معها، كما أن الخبراء العسكريين والأمنيين المتقاعدين، الذين يعملون لصالح الشركات العسكرية والأمنية الإماراتية الخاصة، يعملون مع الإمارات كمدربين ومرتزقة، وينفذون مخططاتها في تعقب الإسلاميين في اليمن، ومساعدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في حربه على الحكومة المعترف بها دوليا.

 

استراتيجية التطبيع هي مرحلة جديدة لم تقتصر على الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي والإعلامي والتكنولوجي بين الكيان الصهيوني والعرب، بل طالت ثوابت الأمن القومي العربي والموقف من فلسطين
…….يتبع مزال حقائق مطوية

التعليقات مغلقة.