من يفك العزلة عن جماعة الجابرية؟

عز الدين الاراوي

       

لا زالت ساكنة جماعة “الجابرية” بإقليم سيدي بنور، تتنظربشغف كبير إصلاح وتعبيد الطريق الرئيسية للجماعة منذ أكثر من عشر سنوات، وتعتبر هذه الطريق مهمة للساكنة باعتبارها المنفذ الرئيسي للمحيط الخارجي، حيث تربط بين الطريق الوطنية   رقم07 وعمق دواوير الجماعة.

       

وهكذا فقد أصبحت حالة هذه الطريق كارثية بكل المقاييس،، مليئة بالحفر والأخاديد، حتى صارت صعبة المرور على الدراجات النارية والهوائية، مما جعل أصحاب سيارات الأجرة يتفادون المرور منها، خاصة أيام الأسواق الأسبوعية، أو يقتصرون  فقط على بعض الدواوير، لتحرم ساكنة الدواوير الأخرى، كدوار “أولاد سعيد”، و”أولاد عمرية”، و”أولاد كوري”… من حق التنقل، فتضطر هذه الساكنة إلى التنقل  بواسطة النقل السري أو الدراجات الثلاثية العجلات، الأمر الذي جعل حوادث السير تتكرر في هذا المحور الطرقي، نظرا  لما يشكله هذا النوع من النقل من مخاطر. 

     

ولعبت هذه الطريق دورا كبيرا في الإطاحة برئيس الجماعة السابق، حيث استغلها منافسوه في حملتهم الانتخابية لكسب ثقة الساكنة والركوب على الموجة، خصوصا بعد الضغط الذي مارسه أبناء المنطقة في منصات التواصل الاجتماعي، فتم تنحية المجلس الجماعي السابق الذي لم يتمكن من الحصول على الاغلبية  في الانتخابات الجماعية الأخيرة. 

     

وعلقت الساكنة كل آمالها على الرئيس المنتخب، الذي ركز في حملته السابقة على تعبيد الطريق، واعتبرها من المشاريع ذات الأولوية الذي سينكب على تنفيذها، لكن بعد مرور أكثر من ستة اشهر من تنصيبه، لم يطرأ أي جديد عن حالة هذه الطريق، بل حتى بوادر الإصلاح غائبة تماما.

   

وكما هو معلوم، فمن الأساسيات التي ينبغي توفرها في تنمية المناطق، هي وجود مسالك طرقية معبدة وفي حالة جيدة، من أجل ضمان تنقل الأفراد والسلع والخدمات، وأيضا من أجل تسهيل تدفق الاستثمارات، وإعطاء فرصة لأبناء المنطقة لتأسيس مقاولات صغرى ومتوسطة، خاصة في المجال الفلاحي، سيما مع الدعم الأخير التي شرعت في تنفيذه الحكومة المغربية، والتي أطلقت عليه يوم الثلاثاء 15 مارس برنامج “فرصة”، وهو برنامج طموح ومبتكر يستهدف جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما من حاملي الأفكار أو المشاريع المقاولاتية، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة؛ وذلك بغية  محاربة الفقر والبطالة في صفوف الشباب، وبدون توفر بنية تحتية متكاملة الاركان والمعالم، يستحيل تحقيق هذه الاهداف.

   

و تُحَمِّلُ ساكنة جماعة “الجابرية” مسؤولية فشل إصلاح هذه الطريق، للرئيس المُنْتَخَب، وتطالب في الآن نفسه من كل المتدخلين كوزارة التجهيز وعامل صاحب الجلالة والمجلس الإقليمي إلى تقديم يد المساعدة وفك العزلة عن هاته الجماعة، وايجاد حلول للمشاكل الشائكة التي تعاني منها وضمنها توسيع الاستفادة من السبكة الكهربائية وتعميم الانارة العمومية.

التعليقات مغلقة.