الإعلام من الحضور النصي إلى الغياب الواقعي من المسؤول؟ الجزء الأول

جريدة أصوات

لتطوير وتجويد الأداء الإعلامي المطلوب من وزارة الاتصال أن تعمل على دمقرطة القطاع بما يحقق أكبر مشاركة للمهنيين في التقرير لأن الأمر يتعلق بمشروع وطني شامل مساهم في ترسيخ دور المؤسسات ومجذر للمسار الديمقراطي ومركز لقيم الحداثة والانفتاح وبان للتنمية الشاملة؛ وهو الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في المرجعيات القانونية الخاصة بالإعلام وتنزيل إطار قانوني منبثق من مساهمة الفاعلين الأساسيين من خلال إطلاق حوار فعلي عموديا وأفقيا في أفق استصدار ميثاق وطني ديمقراطي حقيقي للصحافة والنشر.

 

 

يجب أن يأخذ هذا الميثاق المأمول في اعتماده في أبعاده العامة دعم المقاولات الإعلامية وجعلها صاحبة القرار الفعلي باعتبار مسؤولياتها القانونية والاستثمارية من خلال تحقيق ديمقراطية فعلية ودعم المقاولات الإعلامية الصغرى والمتوسطة وتشجيع الفعل الشبابي في المجال ليؤدي دوره الوطني الفعلي في الدفاع عن القضايا الوطنية والمجتمعية والمؤسساتية تجاوزا لمنطق النخب الذي عبر عن إفلاسه التاريخي لعدم قدرته على مواكبة التحولات الدولية التي تلف المشهد الإعلامي، وإطلاق العنان لمبادرة الطاقات الشابة بدل الممارس عمليا والذي يقيد هاته الممارسات من خلال قتل المقاولات الصغرى والمتوسطة ووضع العراقيل أمامها وجعل القضية قضية وطن وأمة ومؤسسات.

 

 

دعم المقاولات الصغرى وتحقيق العدالة في التعاطي مع العاملين في القطاع أساس البناء

 

 

لتحقيق هذا الهدف لا بد من مواكبة جهد المقاولات الصغرى لتصبح قادرة على تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن كل القضايا الوطنية وتربية الأجيال الشابة عماد المستقبل على قواعد المبادرة والمشاركة والإبداع والمواكبة لكل المتغيرات التي يشهدها المجال الإعلامي أمام التطور الرقمي الذي أصبح لغة السياسات الإعلامية العالمية المعاصرة.

 

كل هذا يستوجب السير على القدمين من خلال الاهتمام بالأوضاع المادية والاجتماعية للعاملين في القطاع وأيضا جعل دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة ضمن استراتيجية الوزارة الأساسية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية والحكامة في تدبير هذا القطاع الحيوي الذي أصبح حاسما في عمليتي البناء والدفاع عن الوطن والهوية.

 

الأمر الذي يتطلب تبسيط المساطر وصولا لتحقيق هدف بناء المواطن الصحافي الفاعل في عملية الترسيخ والمشاركة والبناء والتنمية وتجاوز العراقيل التي يحملها النظام المعتمد والذي حول المشهد الإعلامي إلى جسد بلا روح من خلال خلق مؤسسات فوقية صورية فارغة من أي محتوى، بل ومعطلة لكافة أشكال الإبداع الشبابي وقاتلة لكل عمل مقاولاتي صغير ومتوسط ومضخمة لوجود المؤسسات القائمة الحزبية منها وغير الحزبية والتي تساهم في غرس قيم التفاهة وخلق جيل غير ملم بذاته فما بالنا إن تحدثنا عن بناء الإنسان الفعال إيجابا في المجتمع والمساهم بقوة الحضور والإحساس في كافة المسارات والمحطات الوطنية الكبرى.

التعليقات مغلقة.