نوعية الطعام تؤثر على النوم والعكس صحيح

هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تؤثر على نوعية نومك من الضيق العاطفي إلى الأمراض الجسدية مثل السكري أو أمراض الكلى أو حرقة المعدة أو تناول أطعمة تطرد النوم ..
أيا كان السبب، فإن عدم الحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن تجعلك تبدو غريباً وبطيئاً في الإنتاجية خلال اليوم وإذا ما استمر ذلك لفترة طويلة، فإن احتمالات حدوث مضاعفات مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية والاضطرابات العصبية وارتفاع ضغط الدم المرتفع وارد.

ما علاقة النظام الغذائي بجودة النوم الذي تحصل عليه

أول ما يجب أن تنظر إليه في حالة وجود خلل بنوعية نومك هو نظامك الغذائي، لأن لهذا الأخير تأثير مباشر مع النوم، كيف ذلك؟

تساعد خيارات النظام الغذائي على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية، وهي الدورة التي تستغرق حوالي 24 ساعة والتي يتبعها جسمنا يوميًا، كريستين إكيل ماهان، دكتوراه،

أستاذ مساعد في مركز الأمراض الاستقلابية والتناسلية في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس بهيوستن، يقول: تعمل إيقاعاتنا اليومية على إبقاء ساعة جسمنا تعمل في الوقت المحدد، وهذا بدوره يحافظ على تشغيل جميع وظائفنا البدنية وفقًا للجدول الزمني – مثل النوم أثناء الليل، والاستيقاظ في الصباح، والشعور بالجوع عندما نحتاج إلى الطاقة واستقلاب الطعام الذي نتناوله.

وهذا مفاده أن السلوكيات مثل تغيير أنماط الأكل لدينا أو تغيير ما نأكله بشكل كبير (مثل التحول إلى نظام غذائي غني بالدهون) يمكن أن يؤدي لإعادة برمجة الساعات المختلفة التي تعمل بها أجسامنا.

لهذا السبب يؤثر ما نتناول من طعام ومتى نتناوله على النوم – والعكس صحيح حيث تؤثر صحة النوم على صحة التمثيل الغذائي أيضًا.

تشير الأبحاث إلى أن أنماط النوم الضعيفة قد تم ربطها بتناول الطعام بشكل عام، ونوعية النظام الغذائي السيء، وارتفاع معدلات السمنة والأمراض الاستقلابية.

من المهم أن تعرف أن ما تأكله، وكذلك ميعاد تناول الطعام، مهم عندما يتعلق الأمر بالنوم والنتائج الصحية على المدى الطويل، كما يقول ماهان. “اتخاذ خيارات جيدة في نظامك الغذائي سيعمل على تحسين التوافق اليومي في الساعة البيولوجية.

قلة النوم قد تؤدي لتناول المزيد من الطعام ولكن هل يمكن أن يؤدي الطعام غير الصحي للقلق وعدم القدرة على النوم؟ هذا ما حاول باحثون من جامعة بنسلفانيا معرفته.

من المعروف أن حصول الشخص على ما يكفيه من ساعات النوم وتناول طعام صحي يعني التمتع بصحة جيدة. فالأشخاص الذين ينعمون بساعات نوم تتراوح بين سبع إلى ثماني ساعات كل ليلة يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام.

وقد ربطت دراسات سابقة بين قلة النوم والإفراط في تناول الطعام. إلا أننا لا نعرف الكثير عن مدى تأثير نوعية الطعام على كفاءة النوم.

ولهذا السبب أجرى فريق بحثي من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا دراسة عن العلاقة بين النظام الغذائي وأنماط النوم. وفي تلك الدراسة اختبر الباحثون على المشتركين النوم لأقل من خمس ساعات، والنوم ما بين 5-6 ساعات في الليلة والنوم النمطي الذي يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات والنوم الطويل الذي يمتد حتى تسع ساعات وأكثر.

وقد تبين أن الأشخاص الذين يقسمون وفق مجموعات مختلفة في أنماط النوم يختلفون أيضاً في أنماط النظام الغذائي. فمن ينام لأوقات قصيرة يتناول سعرات حرارية أعلى يتبعه من ينام ساعات طبيعية ثم من ينام لأوقات قصيرة جداً. أما الذين ينامون لساعات طويلة فهم الأقل استهلاكاً للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.

كما تبين أن الذين ينامون ساعات طبيعية معتدلة هم أكثر إقبالاً على تناول أنواع متعددة من الأطعمة بينما من ينام لساعات قصيرة جداً هو الأقل تنويعاً في طعامه. كما ثبت أن الأشخاص الأقل نوماً يتناولون مقدارا أقل من الماء وكميات قليلة جداً من الكربوهيدرات والفواكه والخضروات ذات اللون الأحمر والبرتقالي الغنية بمضادات الأكسدة المقاومة للسرطان.

إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين ينامون لساعات قصيرة يتناولون كميات أقل من فيتامين سي والمياه ومادة السيلينيوم التي توجد في المكسرات واللحم والمحار، إلا أنهم يكثرون من الخضروات ذات الأوراق الخضراء. بينما من ينام لساعات طويلة أقل استهلاكاً للشوكولا والشاي والدهون المشبعة والبيض واللحوم الدسمة.

لا شك أن العديد من الدراسات بحثت في كيفية تأثير النوم على عادات تناول الطعام. لكن هذه الدراسة تكشف أن العلاقة ذات اتجاهين وأن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر في النوم أيضاً.

يذكر أن بعض التفاعلات معروفة بالفعل مثل الإكثار من المياه والسوائل يؤثر في النوم بسبب تكرار الاستيقاظ ليلاً لاستخدام المرحاض أو أن تناول الكثير من الطعام الدسم والحار يمكن أن يسبب الأرق.

التعليقات مغلقة.